الشيخ حسين والي اللغوي المغمور

الشيخ حسين والي اللغوي المغمور

للدكتور
علي إبراهيم محمد
أستاذ أصول اللغة
بجامعتي الأزهر وأم القرى
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام الأتمان على خير خلق الله أجمعين ، سيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمي الأمين ، وعلى آله ، وأصحابه ، وأتباعه ، ومن سلك منهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين . وبعد ....
        فيعد الشيخ حسين والي أحد علماء الأزهر الأوائل الذين لهم باع طويل في خدمة اللغة العربية والدين الإسلامي . تشهد بذلك بحوثه المنشورة  والمخطوطة ، ومناقشاته في مجمع اللغة العربية بمصر الذي كان من بين أعضائه الأوائل .
فعن بحوث الشيخ حسين والي يقول منصور فهمي في كلمته في تأبينه – رحمهما الله - تعالى - : " أما بحوثه اللغوية وما نشر منها في مجلة مجمعنا الموقر بالذات فتشهد له بعلو الكعب في اللغة العربية وسلامة الأسلوب وبراعته ، حتى ليكاد القارئ لما كتب الفقيد من هذه البحوث يجمع إلى الإيمان بتدقيقه فيها الإيمان بفصاحة أسلوبه الكتابي البارع وعذوبته وطلاوته ، وهذا بحثه "سبيل الاشتقاق بين السماع والقياس " الذي نشر في الجزء الثاني من مجلة المجمع يكاد يكون نموذجًا لدقة البحث والقدرة أشد ضروب القدرة على النفوذ إلى الغرض وحسن التخريج ، كما يكاد يكون نموذجًا للفصاحة الكتابية ، وبراعة الأسلوب ، وجمال التصوير ، وسلامة المنطق " .([1])
وعن مناقشات الشيخ في المجمع يقول منصور فهمي أيضًا : " ويحسن بنا أن نلم إلمامة يسيرة بأسلوبه في المناقشات لمَّا كان ينعقد المؤتمر في شتاء كل عام ، فلقد كان – غفر الله له – فيصل هذه المناقشات يقول – حين يدور  الجدل في الاصطلاح أو القاعدة – القول اليقين الذي يقطع الشك ويقف المناقشة على ما يحسن السكوت عليه . وكان اطلاعه على دقائق العربية وأسرارها هو وحده الذي كان يحكمه في الموقف ، ويضع قوله موضع الحجة الدامغة والبرهان الساطع " . ([2])
        ولكلام منصور فهمي عن مناقشات الشيخ – رحمهما الله تعالى – شواهد تعضده ، من ذلك ما حدث عند مناقشة مواد لائحة مجمع اللغة العربية الملكي بمصر حيث ورد في المادة الأولى : " على المجمع أن يحافظ على اللغة العربية ، وجعلها وافية بمطالب العلوم والفنون ، ملائمة لحاجات الحياة في العصر الحاضر " فاعترض الأب أنستاس الكرملي على كلمة " حاجات " قائلا : " لماذا عبرنا بـ " حاجات " وهي جمع قلة ، ولم نعبر بـ " حوائج " التي تفيد الكثرة ؟ " فرد الشيخ والي قائلا : " إن " حاجات " جمع قلة معرف بالإضافة إلى " الحياة " والجمع المعرف يصلح للقلة والكثرة " وانتهى المجمع إلى إبقاء كلمة " حاجات " . ([3]) 
        كما يشهد لمكانة شيخنا العلمية عضويته لهيئة كبار العلماء ، ورئاسته للجنة الفتوى بالأزهر . ومع هذه المكانة ، والمنزلة الرفيعة التي كانت لشيخنا لم يلق العناية اللائقة به في بحث يبرز  جوانب شخصيته ويوضح جهوده اللغوية ، بل لا يعرفه الكثير من طلاب العربية الآن إلا بكتاب الإملاء الذي اشتهر به . لذلك رأيت من الوفاء لهذا الشيخ أن أقدم هذه الدراسة عنه ، و رأيت أن تكون بعنوان : " الشيخ حسين والي اللغوي المغمور " .   

 اسمه ولقبه

هو حسين بن حسين بن إبراهيم بن إسماعيل بن وهدان والي ([4]) الحسيني ([5]) . المصري الأزهري . ([6]) ، و وهدان والي الجد الثالث لشيخنا ينتسب للسلطان عامر بن مروان الحسيني . ([7]) وينتهي نسب السلطان عامر بن مروان الحسيني هذا إلى الإمام علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه - . ([8]) كان والده من علماء الأزهر البارزين . ([9])
ميلاده
وُلد الشيخ حسين والي في بلدة ميت أبي علي من أعمال مركز الزقازيق  بمحافظة الشرقية بمصر في سنة 1869 م . ([10]) من أبوين صالحين ينتسبان إلى أُسرة ذات شهرة من زمن طويل . ([11])
تعليمه
كان الشيخ حسين والي والد شيخنا من علماء الأزهر البارزين الذين عاصروا المشايخ الأشموني ، والأنبابي ، والصدفي ، والنشوي ، وحسن الطويل ، والمرصفي ، وكان مدرسًا بالمدرسة التجهيزية . ([12]) كما كان مفتيًا للسادة المالكية بمكة المكرمة ، وإمام المسجد الحرام بالمقام المالكي . ([13])  ولاهتمام الوالد بالعلم أشرف على ابنه حسين منذ نعومة أظافره فأسلمه إلى مكتب القرية التي ولد فيها  فحفظ القرآن الكريم ، وتعلم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب ولم يبلغ التاسعة من عمره ، وحينئذ استصحبه والده إلى القاهرة حيث أقام مع عمه المرحوم مصطفى بهجت باشا في حي السيدة زينب ، وهنالك أدخله مدرسة ابتدائية أتم بها الدراسة ، ثم التحق بالأزهر وهو في الثالثة عشرة من عمره فدرس التجويد ، والقراءات ثم انتقل بعد ذلك إلى العلوم الشرعية ، والعقلية فدرسها على المشايخ الشربيني ، والأشموني ، والأنبابي ، والنشوي ، والبرديني ، والبشري ، ووالده  فلما أن أشرف على العشرين تُوفي والده ، فمضى يواصل الدراسة في الأزهر حتى حصل على شهادة العالمية في امتحان كان من أعضائه المشايخ محمد عبده ، وسليم البشري ، وطموم ، والنجدي ، ومما يُذكر أن امتحانه كان شديدًا بحيث استمر يومين متواليين . ([14])
الوظائف التي تقلدها
بعد أن حصل الشيخ على العالمية من الأزهر عُين مدرسًا للعلوم العقلية والشرعية ، فدرَّس أغلب الكتب العقلية والشرعية وخاصة كتاب الأُم للإمام الشافعي ، حيث أذِن له بتدريسه أُستاذه الشيخ الأشموني ، وكان يومئذ في سن الثلاثين  ، وقلما يُجاز تدريس هذا الكتاب لغير كبار العلماء الذين أُوتوا بسطة في العلم والتفكير . ([15])
ولما أُنشئت مدرسة القضاء الشرعي سنة 1907 م اختِير ليدرَّس بها علوم الأدب العربي ، والإنشاء ، والمنطق ، وأدب البحث والمناظرة ، وبعض العلوم الشرعية .([16]) ثم مفتشًا عامًا للأزهر والمعاهد الدينية ، وفي أثناء قيامه بمنصب المفتش العام للأزهر والمعاهد الدينية وضع مشروع قانون الأزهر الذي صدر سنة 1911 م . ([17]) ثم عين وكيلا لمعهد طنطا ، فكاتبًا للسر العام في الأزهر . ([18])
        وعمل الشيخ رئيسًا للجنة الفتوى بالأزهر ، وكان الإمام محمد عبده – رحمه الله تعالى – يُحيل إليه استفتاءات مشكلة كثيرًا ما كانت ترد عليه من مختلف الأقطار الإسلامية . ([19]) وقد احتوت مجلة المنار على كثير من فتاواه . ([20]) كما عمل الشيخ حسين والي سكرتيرًا عامًا لمؤتمر الخلافة الإسلامية .([21])
        وكان الشيخ حسين والي عضوًا مؤسسًا من أعضاء جماعة الدعوة والإرشاد . ([22])
        كما كان الشيخ – رحمه الله تعالى – أحد أعضاء هيئة كبار العلماء ، ففي سنة 1924 رشح الشيخ نفسه لعضوية هيئة كبار العلماء ببعض مؤلفاته المطبوعة منها كتاب أدب البحث والمناظرة ، وكتاب الاشتقاق ، ورسالة التوحيد ، ورسائل الإملاء فصدر الأمر بتعيينه عضوًا في هذه الهيئة الموقرة . ([23])
        وكان الشيخ أحد أعضاء هذه الهيئة الذين حاكموا الشيخ علي عبد الرازق عندما نشر كتابه : الإسلام وأصول الحكم . ([24])
        كما كان الشيخ – رحمه الله تعالى – أحد أعضاء مجمع اللغة العربية الأوائل ، فلما أنشأ الملك فؤاد مجمع اللغة العربية الملكي في ديسمبر 1932 م كان الشيخ في صدر من اختيروا لعضويته من بين عشرين عضوًا اختيروا من العلماء الأثبات في مصر والأقطار العربية والمستشرقين من علماء أوربا ، فكان وجوده في صدر المختارين آية تقدير لمنزلته العلمية والأدبية . ([25])
        وقد شارك في المجمع في أعمال عدد من لجانه ، فكان عضوًا بلجنة الآداب والفنون الجميلة ، ولجنة العلوم الاجتماعية والفلسفية ، ولجنة الأصول العامة ، ولجنة المجلة ، ولجنة دراسة معجم فيشر . ([26])
        هذا عن الوظائف التي تقلدها الشيخ ، أما جوانب حياته اللغوية فلعل الحديث الآتي عن مؤلفاته ومناقشاته في المجمع يبرز هذه الجوانب . 
        مؤلفاته
        اشتهر الشيخ حسين والي بكتاب الإملاء حتى لقبه بعض العلماء بالعالم الإملائي . يقول الشيخ رفعت فتح الله : " وكان للعالم الإملائي المرحوم الشيخ حسين والي حديث ظرافة ، إذْ رأى بعض صور الهمزة فقال : أعوذ بالله من همزات الشياطين ! " . ([27])
        بيد أن المتصفح حياة شيخنا يجد له أعمالا متنوعة هي :
        1 – أدب البحث والمناظرة . ذكره كحالة في معجم المؤلفين . ([28])
        2– اسم الآلة ، بحث منشور في محاضر جلسات مجمع اللغة العربية الدورة الأولى من ص 371 – 378 . وهو بحث وثَّق فيه الشيخ والي آراء العلماء في القياسي والسماعي من اسم الآلة ، وفي سبيل ذلك نقل كثيرًا من آراء العلماء ومنهم الصبان ، والسيوطي ، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري ، والجاربردي ، والكفوي ، وابن يعيش ، وابن كمال باشا ، وابن مالك ، والزنجاني . وانتهى فيه إلى" أن اسم الآلة مقيس في المشتق المبني من الثلاثي المتعدي على زنة مفعل ومفعال ومفعلة ، وما عدا ذلك فهو محفوظ " . ([29])
        3 – الإملاء في علم الحساب ، ذكره سركيس في معجم المطبوعات  . ([30])
        4 – الإملاء الكبير . ([31]) ولعله كتاب الإملاء الذي اشتهر به . وقد طبع هذا الكتاب أكثر من مرة من هذه الطبعات الطبعة الأولى لدار القلم في سوريا ، وهي مؤرخة بسنة 1405 هـ / 1985 م . والطبعة الأولى لدار الكتب العلمية في بيروت وهي مؤرخة بسنة 1406 هـ / 1986 م .
        وقد بدأ الشيخ والي – رحمه الله تعالى – كتابه هذا بمقدمة طويلة بلغت نحو ثمان وثلاثين صفحة من طبعة دار القلم ، وقد جاءت هذه المقدمة ثريَّة بموضوعات علم الكتابة العربية ، وبعض موضوعات علم الأصوات . فمن الموضوعات التي تتصل بعلم الكتابة وتعرض لها الشيخ في مقدمة هذا الكتاب  الأطوار التي مرت بها الكتابة حتى وصلت إلى الكتابة الحرفية التي يستخدمها الناس الآن .
        قال الشيخ حسين والي : " اعلم – وفقك الله - أن الكتابة التي كان الناس يستعملونها في أول الأمر كما قال بعض العلماء وأشار إليه العارفون بالآثار هي الكتابة الصورية الرمزية التي تدل على المعنى دون اللفظ . فكانوا مثلا يصورون الليث رامزين بذلك إلى ذاته أو إلى الجرأة اللازمة لذاته … ثم انتقلوا فرمزوا بالصورة إلى أول الحروف التي تلفظ في اسم صاحب الصورة . فكانوا يصورون البيت مثلا للدلالة على الباء منه وحدها أو مع تاليها .
        ثم أكثروا من تغيير الصور والأشكال بتغير الأفكار والأحوال حتى أتى زمن خفي فيه الرسم على طالب الفهم فكان ذلك سببًا لتقدمهم في الحضارة من حيث لا يشعرون . خطوا خطوة واسعة إلى الأمام إذْ خرجوا من صعوبة الكتابة الصورية إلى سهولة الكتابة اللفظية .
        حدثت الكتابة اللفظية ، وهي رسم مخصوص دال على اللفظ . فكان منها الكتابة المسمارية . وهي عبارة عن ثلاثمائة علامة ؛ لأنه قد جعل فيها لكل حرفين فأكثر علامة تتغير بتغير تركيب الحروف المنطوق بها . وكان منها الكتابة الحرفية التي هي تصوير اللفظ بحروف هجائه " . ([32])  
        ومن المقرر لدى المهتمين بعلم الكتابة أنها مرت بأربع مراحل هي : مرحلة الكتابة الصورية ، وتُعد هذه المرحلة – في الواقع – لونًا من ألوان الفن التصويري يمثل في صوره القديمة أرقى ما وصل إليه الإنسان القديم من قدرات فنية وملكات تعبيرية .
        ومن أمثلة هذه الكتابة ما يرويه المؤرخ " هيرودوت " في القرن الخامس قبل الميلاد من قصة الرسالة التي بعث بها الصقالبة إلى الفرس قبل خوض القتال معهم ، فقد ذكر أن هذه الرسالة كانت مؤلفة من ضفدع وفار وعصفور وسهام ، وكان مضمونها يعني : " أنكم أيها الفرس إذا لم تتمكنوا من القفز في المستنقعات كالضفادع أو الاختباء في الجحور كالفئران أو الطيران كالعصافير فستغدون طعمًا لسهامنا غداة تطأ أقدامكم أرضنا " . ([33])
        مرحلة الكتابة اللوغرافية أو الكلمية ، وقد اكتسبت هذا الوصف من كلمتي logos بمعنى كلمة ، وGrapho  بمعنى كتب ، ومعنى ذلك أنها تعني كتابة الكلمات ، ومن ثم فإنها تُعد بناءً على ذلك كتابة لغوية .
        مرحلة الكتابة المقطعية ، وفيها يعبر الرمز الكتابي عن مقطع من الكلمة وليس عن الكلمة كلها . وتُعد اللغة السومرية من أسبق اللغات التي استعملت هذه الكتابة .
        مرحلة الكتابة الحرفية ، وهي قمة ما وصل إليها الكاتب .
        ومن هذه الموضوعات  الإشارة إلى أصل الكتابة العربية ، وقد ذهب في ذلك إلى أنها ترجع في أساسها إلى ما يُعرف بالنظرية الحيرية . ([34]) وهي نظرية منسوبة إلى الحيرة ذلك البلد المعروف في بلاد العراق .
وقد أيد هذه النظرية بعض المحدثين مثل الدكتور عبد العزيز سالم ، والدكتور علي حسن الخربوطلي ، وناجي زين الدين .
بيد أن هذه النظرية ليس لها ما يؤيدها سوى بعض الروايات التاريخية التي لا تقوى في وجه النقود الني وجهت لها .
ويرجع أصل الكتابة العربية إلى ما يُعرف في علم الكتابة العربية بالنظرية النبطية أو النظرية الحديثة . ([35])
ومن قضايا علم الكتابة العربية التي تعرض لها الشيخ – رحمه الله تعالى – في مقدمة كتابه الترتيب المزدوج أو ما يُعرف بالترتيب الأبجدي لرموز الكتابة العربية ، واختلاف كل من المشارقة والمغاربة فيه ، واستخدام رموز الكتابة المرتبة على هذا الأساس بصفتها قيمًا عددية . ([36])
كما تعرض الشيخ في هذه المقدمة إلى الترتيب المفرد لرموز الكتابة العربية أو ما يُعرف بالترتيب الألفبائي ، وسر هذا الترتيب . ([37])
ومن موضوعات علم الكتابة التي تعرض لها الشيخ – رحمه الله – في مقدمة كتاب الإملاء تعدد نظم الكتابة العربية ، فقد ذكر أن للخط العربي ثلاثة أنواع هي : خط المصحف ، والخط العروضي ، والخط القياسي .
و ذكر الشيخ والي أن رسم المصحف سنة متبعة ، وعلى هذا أجاز كتابة القرآن الكريم بالرسم الإملائي بل ودعا إليه فقال : " هذا ولو كتبنا القرآن بخطنا المستعمل الآن دون تلك المخالفة خرجنا من العهدة وقمنا بالأمر أحسن القيام كمن كُلف شيئًا ففعل خيرًا منه ؛ لأنك قد علمت أن الخط الحاضر أحسن مما كان عليه من الطريقة القديمة التي كانت في زمن الصحابة – رضي الله عنهم – " . ([38])
وفي رأيي أن ما ذهب إليه الشيخ من جواز ترك الرسم العثماني في كتابة القرآن الكريم أمر جانبه الصواب ؛ لأن جمهور العلماء القدامى ذهب إلى وجوب اتباع رسم المصحف وعدم مخالفته . ([39])
ومن موضوعات علم الأصوات التي تعرض لها الشيخ في مقدمة هذا الكتاب
عدد الحروف العربية ، والحروف الأصول ، والحروف الفروع .
وقد ذكر في ذلك رأي كل من الخليل ، وسيبويه في عدد الحروف العربية وهو قولهما إنها تسعة وعشرون حرفًا ، وفي الحروف الأصول والفروع نقل نص سيبويه في الحروف الأصول ، والحروف الفروع المستحسن منها ، والمستقبح . ([40])
كما تعرض لبعض صفات الأصوات كالصفير ، والاستعلاء ، والتفخيم ، والجهر ، والهمس ، والمصوت ، والصامت . ([41])
5 – البحث في قياس ( فعَّال ) من المتعدي واللازم ، كلمة ألقاها في الجلسة الثلاثين من الدورة الثانية لمجمع اللغة العربية ، ونُشرت في محاضر جلسات الدورة الثانية من ص 315 – 316 .
        وفي هذه الكلمة انتهى الشيخ والي إلى أن صيغة : " فعَّال " للمبالغة تُصاغ من الثلاثي المتعدي قياسيًّا ، أما الثلاثي اللازم فيقتصر فيه على ما ورد مسموعًا من العرب . وقد انتهى المجمع لعد مناقشة هذه القضية إلى أخذ قرار بالأغلبية وهو :
 " يُصاغ فعَّال للمبالغة من مصدر الفعل الثلاثي اللازم والمتعدي " . وكان الشيخ حسين والي ، والشيخ أحمد الإسكندري لم يوافقا على هذا القرار . ([42])
        6 –  بحث في مَفْعَلة ، بحث منشور في محاضر جلسات المجمع الدورة الثانية من ص 219 – 222 .
        وقد عالج فيه الشيخ والي صياغة " مَفْعَلَة " المبنية من اسم ما كثر من الأعيان صفة لمكان ، أهي شاذة أم قياسية ؟
        وقد ناقش المجمع هذا البحث في الجلسة الحادية والعشرين من الدورة الثانية وبعد مناقشات كثيرة انتهى المجمعيون إلى قرار إحالة القضية إلى لجنة الأصول لصياغة قرار يكون مجمعًا عليه من أعضاء المجمع . ([43])
        وفي الجلسة الثالثة والعشرين من نفس الدورة نوقش البحث مرة أُخرى وانتهى المجمع إلى قرار فيه هو : " تُصاغ " مَفْعَلة " قياسًا من أسماء الأعيان الثلاثية الأصول  للمكان الذي تكثر فيه هذه الأعيان ، سواء أكانت من الحيوان ، أم من النبات ، أم من الجماد " . ([44])
7 – تاريخ آداب اللغة العربية في ثلاث مجلدات ضخام . ذكر ذلك كحالة . ([45])
        8 – التضمين ، بحث منشور في محاضر جلسات مجمع اللغة العربية الدورة الأُولى من ص 209 – 225 .
        9 – تكملة فروع مادة لغوية ورد بعضها في المعاجم ولم ترد بقيتها ، بحث منشور في محاضر جلسات مجمع اللغة العربية الدورة الثانية من ص 81 – 87 .
10 – تمرين الإملاء ، ذكره الشيخ حسين والي نفسه في كتاب الإملاء فقال : " ألفت كتاب ( تمرين الإملاء ) وطبعته في سنة 1326 هـ 1908 م ، وهو أول كتاب في تمرين الإملاء ( جمع مائة وستين تمرينًا ) ورسم على طريقة الجمهور المشهورة الآن ( وليس فيه نبرة ) ولم يقع فيه ولا في طبعه خطأ . فكله صواب يرجع إليه . ويعتمد عليه ( وفيه أمور علمية لا توجد في غيره ) ونقلت منه بعض عبارات
( هنا ) عند إعادة الطبع  " . ([46])
وقرظت مجلة المنار هذا الكتاب فقالت : " تمرين الإملاء ، في الخلق والأدب واللغة والإنشاء للشيخ حسين والي لم يجعل تمرينه كلمات مفردة ولا جملا منثورة مختصرة ، بل جاء بنبذ في الأخلاق والآداب من مختار الشعر ، فجمع فيه بين الفائدتين ، وقد طبع على ورق جيد وصفحاته 304 " . ([47])
11 – رسائل الإملاء . ([48])
        12 – رسالة التوحيد . ذكره كحالة . ([49]) وذكر سركيس كتاب التوحيد ، وقال " وهو كتاب في علم الكلام ، تم الجزء الأول منه سنة 1329 هـ . ([50]) وقرظت مجلة المنار كتاب التوحيد للشيخ حسين والي فقالت : " إن كل طائفة من ( كتاب التوحيد ) تشرح صدرك ، وتترك في نفسك أثرًا صالحًا ، لا يعقبه مرض في القلب ، ولا غشاوة على البصر " . ([51])
        13– سبل الاشتقاق بين السماع والقياس ، بحث منشور في مجلة مجمع اللغة العربية الجزء الثاني من ص 195 – 227 .
        14 – القصيدة النومية . ([52])
15  – كتاب في علم الحيوان ، ذكر ذلك زكي مجاهد ، وقال : " يناهز الثلاثمائة صفحة " . ([53])      
16 – كتاب في فقه الشافعية ، ذكره زكي مجاهد فقال : " له كتب مخطوطة من أهمها كتب في فقه الشافعية تزيد على الستين كراسة كلها تعليقات على مراجع المذاهب الأصلية " . ([54])
17 – كتاب في اللغة ، ذكره زكي مجاهد وقال : " ينيف على الستمائة صفحة " . ([55])
18 – كلمة التوحيد ذكره سركيس وقال : " ألَّفه لتلامذة المدارس الأولى من القسم الأول من طلاب مدرسة القضاء الشرعي مصر 1329 هـ " . ([56])
        وقد بدأ هذا الكتاب بكلام وجيز في تاريخ التوحيد ، وأمهات العقائد وكتبها وعقائد العوام ، والحديث المتواتر فيها ، وأحكام العقل الثلاثة ، وأهل السنة ، والمعتزلة والدور والتسلسل ، ثم تكلم في الصفات وتعلقها والنبوة والإمامة وذكر الإسراء والمعراج والرؤيا ، ثم السمعيات . ([57])
وكان هذا الكتاب من مصادر بعض الفتاوى لمجلة المنار . ([58])
19 – كلمة في القرارات السبعة التي رآها مجمع اللغة العربية في دور الانعقاد الثاني . وهي منشورة في مجلة مجمع اللغة العربية الجزء الثالث من ص 11 – 18 .
 20– لمحة الآداب على ملحة الإعراب للحريري في النحو . ذكر ذلك البغدادي . ([59]) وذكر سركيس أن والد الشيخ ، وهو الشيخ حسين والي الأزهري الشافعي بن إبراهيم له كتاب اسمه : " نفحة الآداب شرح ملحة الإعراب " أوله الحمد لله رافع الدرجات لمن نحا نحو بابه . فرغ من تأليفه سنة 1293 هـ وطبع في مطبعة المدارس سنة 1293 هـ  . ([60])
        21 – مختصر الإملاء والتمرين . ([61])
22 – المعرب ، بحث منشور في محاضر جلسات مجمع اللغة العربية الدورة الأولى من ص 310 – 316 .
        23 – المولد ، بحث منشور في محاضر جلسات مجمع اللغة العربية الدورة الأولى من ص 334 – 345 .
        24 – النسب إلى جمع التكسير ، بحث منشور في محاضر جلسات المجمع الدورة الثانية من ص 186 – 193 .
        وقد درس الشيخ والي في هذا البحث مسألة النسب إلى جمع التكثير وأصلها من مصادرها ، فأخذ عن ابن مالك ، والأشموني ، ، وابن منظور ، وسيبويه ، وابن بري ، والسيوطي ، والشيخ خالد الأزهري ، والحريري ، والشهاب الخفاجي ، والصبَّان ، وغيرهم . ([62])
        وقد ناقش أعضاء المجمع موضوع هذا البحث وانتهوا إلى قرار فيه وهو :
" المذهب البصري في النسب إلى جمع التكسير أن يُرد إلى واحده ثم يُنسب إلى هذا الواحد . ويرى المجمع أن يُنسب إلى لفظ الجمع عند الحاجة كإرادة التمييز أو نحو ذلك " . ([63])
        25 – هل ينوب بعض حروف الجر عن بعض ؟ ، بحث منشور في محاضر جلسات مجمع اللغة العربية الدورة الأُولى من ص 248 – 263 .
مناقشات الشيخ في المجمع
        بالإضافة إلى ثراء مؤلفات الشيخ اللغوية التي سبق ذكرها التي يمكن من خلالها استخراج جهود ه في اللغة هناك رافد آخر يمكن من خلاله التعرف على جانب من هذه الجهود التي قدمها للغة ، هذا الرافد هو مناقشات الشيخ – رحمه الله تعالى – في جلسات مجمع اللغة العربية الملكي في مصر ، فقد عايش الشيخ ثلاث دورات من دورات انعقاد المجمع التي كانت تعقد مرة في كل عام ، وهي الدورة الأولى ، والدورة الثانية ، والدورة الثالثة ، حيث توفي – رحمه الله – قبيل انتهاء الدورة الثالثة بيوم واحد ، فقد توفي في غاية فبراير 1936 م . وانتهى انعقاد الدورة الثالثة في أول مارس 1936 م .
ومما يدل على نشاط الشيخ الدؤوب في المجمع أنه حضر الجلسة الرابعة والثلاثين للدورة الثالثة للمجمع المنعقدة بتاريخ 27 من فبراير 1936 م ، أي قبل وفاته بيوم واحد ، وله فيها مناقشات كما سيأتي . ولم تمهله المنية لحضور الجلسة الأخيرة من هذه الدورة . وفيما يأتي بيان جهود الشيخ ومشاركاته في جلسات مؤتمر المجمع السنوية الثلاثة التي حضرها موزعة حسب موضوعاتها .
التصويب اللغوي
إن أول ما يقع عليه البصر من مناقشات للشيخ حسين والي تتعلق بالتصويب اللغوي في المجمع ما جاء في الجلسة الثانية من الدورة الأولى المنعقدة في 31 / 1 / 1934 م . حيث جاء في المادة الأولى من لائحة المجمع ما يأتي : " على المجمع أن يحافظ على سلامة اللغة العربية ، وجعلها وافية بمطالب العلوم والفنون ، ملائمة لحاجات الحياة في العصر الحاضر . " فاعترض العضو الأب أنستاس ماري الكرملي على كلمة " حاجات " فقال : " لماذا عبرنا بـ" حاجات " وهي جمع قلة ، ولم نعبر بـ " حوائج " التي تفيد الكثرة ؟ " .
        فعلق الشيخ حسين والي بقوله : " إن " حاجات " جمع قلة معروف بالإضافة إلى " الحياة " والجمع المعرف يصلح للقلة والكثرة " . وجرت مناقشات كثيرة انتهت بإبقاء كلمة " حاجات " . ([64])
        وفي ذات الجلسة أبدى الشيخ رأيه في الإكثار من الاشتقاق من أسماء الأعيان فقال : " ولكننا إذا قلنا بجواز هذا الاشتقاق وأكثرنا منه طغى ذلك على اللغة " . ([65])
        وفي الجلسة الرابعة التي انعقدت بتاريخ 4من فبراير 1934 م . للشيخ مناقشة تتعلق بالتصويب اللغوي ، حيث جاء في المادة الرابعة من لائحة المجمع : " وطريقة الترشيح أن يقدم ثلاثة على الأقل من أعضاء المجمع العاملين ثلاثة أو أكثر من المرشحين  .. " فاقترح الشيخ إبراهيم حمروش أن تكون العبارة : " ثلاثة فأكثر " فقال الشيخ حسين والي : " ثلاثة فأكثر " تركيب عربي دون اعتراض " فوافق الأعضاء على ذلك  . ([66])
        في الجلسة الخامسة المنعقدة بتاريخ 5 / 2 1934 م . ورد في المادة الثانية عشرة : " يفتتح الرئيس الجلسة ، وهو الذي يختتمها " فاقترح الأستاذ علي الجارم على كلمة " يختتمها " فرد مجموعة من الأعضاء على رأسهم الشيخ والي قائلين : " في اللغة ختم واختتم ، وفتح وافتتح " فوافق الأعضاء على هذا الرأي . ([67])
       الناحية التركيبية للغة
        في الجلسة الخامسة من الدورة الأولى للمجمع عند مناقشة المادة السادسة عشرة من لائحة المجمع جاء في هذه المادة : " ينتخب أحد الأعضاء العاملين كاتب سر علميًا من المصريين ، ويكون انتخابه بالأغلبية  المطلقة وبالاقتراع السري " . فاعترض الشيخ عبد القادر المغربي على كلمة " علميًا " فقال : " ألا نجر كلمة " علميًا " على المجاورة ؟ فرد الشيخ والي : " ما ورد من الجر على المجاورة لا يقاس عليه " . ([68])
        وفي الجلسة الثامنة المنعقدة بتاريخ 10 / 2 / 1934 م . عند مناقشة المادة الرابعة والثلاثين ورد في هذه المادة : " للرئيس أن يدعو الأعضاء الفخريين والأعضاء المراسلين إلى حضور جلسات المجمع العامة ولجانه دون أن يكون لهم رأي فيما يبت فيه المجمع " فقال الأستاذ على الجارم معلقًا على الفعل " بت " : " يلوح لي أن الفعل " بت " يتعدى بنفسه في الأمور الحسية ، نقول بت الحبل : إذا قطعه . ويتعدى بالحرف " في " في الأمور المعنوية " . فرد الشيخ والي قائلا : " يقول اللغويون : " بته " مطلقًا . فوافق الأعضاء على حذف الجار . ([69])
الكتابة
       وما يتصل بجهود الشيخ في علم الكتابة العربية مناقشاته في جلسات المجمع فيما يتصل بأمر الكتابة ، من ذلك ما حدث في الجلسة الحادية عشرة من الدورة الأولى المنعقدة بتاريخ 13 / 2/ 1934 م . عند مناقشة المادة الرابعة والثلاثين ورد في هذه المادة : " أو جميع هذه اللجان مجتمعة لشأن من شئون المجمع " . فقال الأب أنستاس الكرملي :
" كلمة " شئون " وضعت همزتها هنا على نبرة ، وأرى أن تكتب على واو " . فقال الشيخ حسين والي : " الأصل الذي ذكره الأب هو القاعدة ، ولكن المتأخرين الآن استحسنوا أن تكتب الهمزة هنا على متسع بين الشين والواو ، ثم رسمت على نبرة ، خشية أن تنحرف الهمزة ناحية الواو ، فيحصل اللبس ، وأنا أوافق على وضعها على الواو " .([70])
        وفي الجلسة الثانية عشرة المنعقدة بتاريخ 14 / 2 1934 م . عند عرض المادة الحادية عشرة من لائحة المجمع مرة ثانية جاء في هذه المادة : " دون أن يكون لهم رأي فيما يبت " . فقال الأب أنستاس الكرملي : " وصلنا الحرف ( في ) باسم الموصول ( ما ) والمشهور الفصل إذا كانت ( ما ) موصولة . فرد الشيخ والي قائلا : " قالوا إن ( في ) توصل بما " . ([71])
       كتابة الألفاظ الأجنبية بحروف عربية
        كتابة الأعلام الأجنبية من الأمور التي وضعها المجمعيون على مائدة البحث العلمي بينهم ، وكان ذلك في الجلسة السابعة عشرة من الدورة الثالثة المنعقدة  بتاريخ 5 / 2 / 1936 والجلسة الثامنة عشرة من الدورة الثالثة المنعقدة بتاريخ 8 / 2 / 1936 م .
وكان للشيخ والي رأي ومناقشات في هذه القضية ، ففي الجلسة الثامنة عشرة بدأ مناقشاته في هذا الموضوع بالتعقيب على رأي الدكتور فارس نمر الذي يرى فيه أنه من العيب أن يحرف المتعلم الأعلام الأجنبية وينطق أصواتها الخاصة بأصوات مقاربة .
        وكان رد الشيخ والي على هذا الرأي أنه ليس من العيب أن ينطق الرجل العربي بالحرف الأجنبي – لا كما ينطقه أهله – بل بحرف عربي مقارب ؛ فإن الرجل الأجنبي إذا كتب ( حسين ) مثلا ، كتبها  هسين بهاء لا حاء فهل أعيب عليه ذلك . ([72])
        وعن وضع علامات على الحروف العربية المقاربة للحروف الأجنبية يقول الشيخ والي : " العربي إذا نطق بكلمة أجنبية أجراها مجرى الكلمة العربية ، فلا ينطق بغير حروف لغته ، وإذا اعترضه نطق لا نظير له عنده نطقه بما يقاربه من الهجاء العربي . وأنتم تريدون الآن وضع علامات على الحروف العربية المقاربة للحروف الأجنبية الخاصة لتمييز الأصوات تمييزًا صحيحًا ، فتنطق الكلمة الأجنبية كما ينطق بها أهلها . فهل تريدون أن نزيد على ما كان عليه العرب في أثناء ازدهار اللغة ؟ هل تريدون أن ننطق نطقًا أجنبيًا ؟ أنا أرى أن تكتب الكلمة مجردة عن العلامات المزمع وضعها ، ثم تعاد كتابتها بالعلامات . فمن أراد النطق العربي قرأ الأولى ، ومن أراد النطق الأجنبي قرأ الثانية ذات العلامات ، وبذلك لا تكون هذه العلامات أصولا جديدة في الهجــاء العربي " . ([73])
      
مصادر العربية
        المتأمل لمناقشات الشيخ في مجمع اللغة العربية يرى أن بعضها يتعلق بمسائل في فقه اللغة . من ذلك ما ورد في الجلسة الحادية والعشرين المنعقدة بتاريخ 27 / 2 / 1934 م . حيث وضح القبائل التي أُخذت عنها العربية فقال :
" إن علماء اللغة عندما أرادوا أن يدونوا اللغة عمدوا إلى أخذ أكثرها من القبائل الست التي في قلب الجزيرة ، كما في المزهر ، وأخذوا قليلا من لغات القبائل الفصيحة  المحيطة بقلب الجزيرة  وغير ذلك كما في كتاب سيبويه وخزانة الأدب الكبرى . أما أطراف جزيرة العرب فكان فيها اختلاط بالأعاجم . ولغة القرآن فيها لغات شتى ، أكثرها من قلب الجزيرة ، وبعضها مما أحاط به. وفيما كتبه السيوطي في الإتقان إشارة إلى هذا . ومجمل ما أقول إن اللغة أُخذ أكثرها من تلك القبائل التي كانت في قلب الجزيرة ، وإن قليلا منها أُخذ من قبائل أُخرى كالتي أحاطت بقلب الجزيرة دون أطرافها " . ([74])
       الاحتجاج بالحديث في اللغة
       مسألة الاحتجاج بالحديث الشريف في اللغة من المسائل التي دار حولها جدل بين العلماء قديمًا ،  ولم تحرم هذه المسألة الجدل بين المجمعيين الأوائل . ففي الجلسة الحادية والعشرين من الدورة الأولى للمجمع المنعقدة بتاريخ 27 / 2 / 1934 م ذكر  الشيخ أحمد علي الإسكندري أن لغة الحديث الشريف لا يحتج بها . فرد عليه الشيخ حسين والي قائلا : " مسألة الاحتجاج بلفظ الحديث في اللغة مسألة خلافية ، وابن منظور – مثلا – يستشهد بالحديث " . ([75])
        وفي الجلسة الثانية والعشرين من الدورة الأولى المنعقدة بتاريخ 28 / 2 / 1934 م . ذكر الشيخ حسين والي أن ابن مالك ، وهو من الأئمة الكبار ، يجري على أن الحديث يحتج بلفظه كما يحتج بمعناه ، وجاراه على ذلك كثير من متأخري النحاة . ([76])
        وفي هذه الجلسة أيضًا أعلن الشيخ والي رأيه في مسألة الاحتجاج بالحديث في اللغة فقال : " رأيي أن ما نجده من لفظ الحديث في كتب اللغة كلسان العرب لابن منظور ، والفائق للزمخشري ، والنهاية لابن الأثير يصح أن نحتج به ، فهم أئمة يقتدى بهم " . ([77])
       تأصيل الكلمات
        كان لمجمع اللغة العربية دور بارز في تأصيل الكلمات التي يستخدمها الناس في العصر الحديث ، وقد دارت مناقشات بين أعضاء المجمع في هذه القضية وكان للشيخ حسين والي جهود فيها من هذه الجهود ما جاء في الجلسة الثانية من الدورة الثانية المنعقدة بتاريخ 20 / 2 / 1935 م .عند مناقشة تأصيل كلمات " الطربال " و
" الصرح " و " الأطم " حيث قال الشيخ : " ... وقد خرجنا من هذا بأن هذه الألفاظ الثلاثة عربية الوضع حتى تقوم البينة التي لا يستطاع ردها على خلاف ذلك " . ([78])
        ومن ذلك ما جاء في الجلسة الخامسة من الدورة الثانية المنعقدة بتاريخ 23 / 2 / 1935 م . عند مناقشة تأصيل كلمة " المحفد " حيث قال : " راجعت كتب اللغة ومعجم البلدان في حفد ، فلم أجدها ولعلها محرفة أو لعلها استعملت مجازًا لعلاقة المجاورة أو المحلية مثلا ، أو يقال المحفد اسم مكان للحفد الذي هو السعي ، وأُريد به سعي الخدم وغيرهم فيكون مكانًا للخدمة والسعي أو مكانًا عظيمًا ، ويلزم من هذا أن يكون من أمكنة الملوك ، ولكنه يكون من المجازات البعيدة . وأنا على ذلك وعلى ما بين أيدينا من كتب اللغة لا أقبل هذه الكلمة ولا أطلقها على ناطحات السحاب " . ([79])
        ومما يتصل بدور الشيخ في تأصيل الكلمات ما جاء في الجلسة السادسة من الدورة الثانية المنعقدة بتاريخ 24 / 2 / 1935 م . عند مناقشة تأصيل كلمة " الأكرة " حيث قال الشيخ : " أعترض عليها من جهة اللفظ ، وهي أنها لُغيَّة أي لغة ضعيفة  ، واعترض من جهة المعنى في الاستعمال ؛ فإن المراد أصلا  منها الكرة ، وأكرة الباب قد تكون مكورة وقد تكون غير مكورة ، فاستعمالها فيما ليس مكورًا يكون مجازًا على مجاز " . ([80])
        ومما يتصل بهذا الأمر ما جاء في نفس الجلسة السالفة عند مناقشة تأصيل كلمة " زرفين " حيث قال الشيخ : " كلمة زرفين فارسية معربة ، وقد استعملها العرب وانتشرت على ألسنتهم . فلا يجوز بعد ذلك أن يطلب منا رفضها ، لأنها فارسية في الأصل " . ([81])
       الترادف
        للشيخ حسين والي حديث طرافة في الترادف ، فإذا كان الترادف يتعلق باصطلاحات العلوم فهو لا يؤيده يقول في ذلك : " أما اصطلاحات العلوم فلا نزاع في أن الكلمة الواحدة خير من كلمتين ؛ أنه إذا كانت كلمة واحدة اضطر من ينظر في العلم إلى معرفتها ، فيحصل التفاهم بين جميع أهل العلم ، أما إذا تعددت الكلمات فقد يحصل الاشتباه " . ([82])
        والشيخ بهذه الرؤية العميقة التي ذهب إليها من أكثر من سبعين سنة يضع أيدينا على مشكلة كبرى في البحث العلمي وهي مشكلة ازدواجية المصطلح ، أو الترادف في المصطلح .
        أما الترادف في اللغة بشكل عام فيقول الشيخ : " بقيت مسألة الترادف في العربية فإن اللغة العربية لا يمكن أن تتنزه عنه ، والترادف قسمان : قسم لا تلاحظ فيه الصفة ، وقسم تلاحظ فيه : فالأول لا يحجر على أحد في استعماله كما هو ، والثاني ينظر فيه إلى الصفة " . ([83])
        وهذه نظرة معتدلة من شيخنا في موضوع الترادف فهو لا ينكره إنكارًا تامًا فيذهب إلى اعتصار المعنى من اللفظ ، واعتبار أشياء لا تدور بخلد من يستعمل هذه الألفاظ لتبرير إنكار الترادف ، ولا يثبته على الإطلاق فيضيع القول بإحدى العلاقات الدلالية وهي التوارد . ([84])
       وضع المصطلح
        من السبل التي رأى الشيخ وضع المصطلحات من خلالها استعمال المترادفات التي تُلحظ فيها الصفة . يقول في ذلك : " وإذا تركنا اللغة ولم نأخذ منها أسماء لهذه المخترعات قضينا على لغتنا بالموت ، فالمترادف الذي تلحظ فيه الصفة يمكن أخذه ووضعه لبعض المخترعات ولو بطريق المجاز " . ([85])
        ومما يتصل بوضع المصطلحات ما اقترحه الشيخ والي عند مراعاة وضع الألفاظ الاصطلاحية حيث اقترح " أن يدخل قيد على الاصطلاح بأن يكون خاليًا من الثقل والخشونة " . ([86])
        ومما يتصل بأمر المصطلح أيضًا ما يراه الشيخ من أن يكون المصطلح موافقًا لقواعد اللغة ، يظهر هذه الأمر عند مناقشة مصطلحات علم الأحياء في المجمع . فقد اعترض الشيخ على المصطلح " التنفس اللاهوائي " بقوله : " قلت إن المناطقة قالوا : " اللاضرورة " و " اللا دائمة " ... والمجمع يحفظ عليَّ أني قلت إن هذا اصطلاح المناطقة ، وأن علماء العربية اعترضوا على المناطقة اعتراضًا غير مدفوع . لأنهم قد تسمحوا في قولهم " اللاضرورة " و " اللادائمة " ولكن هذه الألفاظ صارت اصطلاحًا للمناطقة ، وجرى الناس عليها قرونًا وأجيالا . والأزهريون يعلمون أن المناطقة  يعبرون مثلا " باللاضرورة " . ولكن هل يجوز لنا أن نجري على النمط الذي جرى عليه المناطقة ؟ فإذا قلنا
" غير الهوائي " مثلا لا يعترض علينا أحد . وإذا قلنا " اللاهوائي " وجدنا علماء العربية يقولون هذا الكلام غير عربي " . ([87])
       النحت
        يعتبر الجدل في النحت أمرًا قديمًا ، حيث اختلفت كلمة علماء العربية القدماء في كونه قياسيًا أو سماعيًا . فقد ذهب بعض القدماء إلى اقتصار النحت على السماع . من هؤلاء أبو حيان الذي يقول : " وهذا الحكم لا يطرد ؛ إنما يقال منه ما قالته العرب ؛ والمحفوظ عبشمي  في عبد شمس ، و  عَبْد ري  في عبد الدار ، ومرقسي في امرئ القيس ، وعَبْقسي في عبد القيس ، وتيملي في تيم الله  " . ([88])
        ويرى الآخرون اعتماد ( النحت ) مذهبًا في التصريف ويدعون إلى الأخذ به من هؤلاء ابن مالك الذي يقول في التسهيل : " قد يُبنى من جزأي المركب ( فعلل ) بفاء كل منهما وعينه ( فكلمة عبشمي مثلا ، جاءت العين والباء فيها من فاء كلمة ( عبد ) وعينها ، وجاءت الشين والميم من فاء كلمة
( شمس ) وعينها كذلك .
        فإن اعتلت  عين الثاني كمل البناء بلامه ، أو بلام الأول ، ونسب إليه
( فيقال في عبد قيس : عبقسي ، بأخذ الفاء والعين من الكلمة الأولى " عبد " ، ولأن عين الثانية معتلة تؤخذ الفاء منها فتصير الكلمة المنحوتة ( عبقس ) ، وقد تؤخذ لام الأول وهي هنا ( الدال ) فيقال ( عبقدي ) . ([89])
        وكان هذا الموضوع من الموضوعات التي وضعت على مائدة الجدل العلمي بين المجمعيين ، حيث أجاز بعضهم كونه قياسيًا ، واقتصر بعضهم النحت على ما سُمع من العرب . وكان الشيخ والي ممن ذهب إلى كونه سماعيًا . يقول في هذا الصدد : " فالذي أراه أن ما دُوِّن من النحت سماعي . فلنا أن نستعمل منه ما استعمله العرب فقط . وإذا كانت اللغة تضيق في مسألة النحت فهي متسعة في غيره ولنا مندوحة عنه " . ([90])
        أما علماء اللغة المحدثون فيذهبون إلى الوقوف في موضوع النحت موقفًا وسطًَا بحيث يجيزونه عندما تقتضيه الضرورة ولا يسرفون فيه إسرافًا يضر بالعربية ويغير من خصائصها . ([91])
       توحيد النطق بين المثقفين في العالم العربي
        في الجلسة الرابعة والثلاثين من الدورة الأولى لمجمع اللغة العربية بمصر قدم الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب اقتراحًا في شأن توحيد النطق بالحروف العربية ، وكان للشيخ حسين والي رأي في هذه القضية قال فيه : " مسألة مخارج الحروف التي يطلب توحيدها الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب لا يمكن تحققها إلا من طريق توحيد التعليم ، وتوحيد التلقي فيه ، وبحثها من طريق نظري لا يفيد ، كما لا يكفي فيها أن تكون مثبتة في كتاب .
        كتب التجويد موجودة في البلاد الإسلامية ، والتجويد علم يتلقى فيها ، ومع ذلك حدث الاختلاف في اللهجات وفي مخارج الحروف . فإذا سمعنا الشامي والمصري في قراءة القرآن رأيناهما مختلفين في طريقة الأداء .
        فما المخلص من هذا الاختلاف ؟ إذا أردناه فلا يكون إلا بتوحيد التلقي والتعليم .... فالذي يمكن في هذه الحالة هو أن يتلقى التجويد على أشخاص يكون تجويدهم على نمط واحد وأسلوب واحد ، وذلك يكون بإرسال بعوث إلى الجهات المختلفة ، وهذه البعوث تؤخذ من جهة راقية أتقنت فن التجويد كمصر مثلا ، وبهذا نستطيع أن نوحد المخارج أو نقلل من اختلاف اللهجات بقدر الإمكان . ومحو الاختلاف أصلا  مستحيل لتعدد البلدان واتساعها واختلاف الألسنة اختلافًا بينًا " . ([92])
        ويفهم من صدر كلام الشيخ السابق أن القرآن الكريم من أهم العوامل التي ساعدت ولا تزال تعمل على وحدة اللغة العربية وعدم تفتتها إلى لهجات لا حصر لها . وتلك حقيقة علمية . كما يدل عجز كلام الشيخ على إدراكه أسباب انقسام اللغة الواحدة إلى لهجات متعددة التي منها اتساع الرقعة الجغرافية للمتحدثين باللغة الواحدة .
       النشاط المعجمي للشيخ في المجمع
        من الأمور التي شغلت مجمع اللغة العربية الملكي بمصر إصدار عدة معجمات متنوعة تناسب الطبقات المختلفة . وقد نصت لائحة المجمع على ذلك ، ففي العرضة الأولى للائحة المجمع ومناقشتها نصت المادة الرابعة من لائحته على أن : " يقوم المجمع بتأليف معجمات ثلاثة . ( أ ) معجم للمبتدئين . ( ب ) معجم للشادين فيها .
( ج ) معجم للخاصة " . ([93])
        وفي العرضة الثانية للائحة نصت المادة الثالثة على أن " يقوم المجمع بوضع معجمات صغيرة لمصطلحات العلوم والفنون وغيرها ، تنشر تدريجيًا ، وتكون تمهيدًا لوضع        معجم واسع يجمع جشوارد اللغة وغريبها ، ويبين أطوار كلماتها " . ([94])
        وفي الجلسة التاسعة عشرة من الدورة الأولى المنعقدة بتاريخ 25 / 2 / 1934 م . تم تشكيل لجنة المعجم ورُشِّحَ لها الأستاذ فيشر ، الأستاذ ليتمان ، والأب أنستاس ماري الكرملي ، والأستاذ علي الجارم ، والأستاذ عيسى اسكندر المعلوف ، والشيخ محمد الخضر حسين ، والأستاذ حايم نحوم أفندي . ([95])
        وفي الجلسة الرابعة والثلاثين من الدورة الثالثة للمجمع المنعقدة بتاريخ 27 / 2 1936 م . تم تشكيل لجنة لوضع معجم لطلاب التعليم الثانوي ومن في مستواهم ، وضمت هذه اللجنة كلا من الأستاذ علي الجارم ، والأستاذ الشيخ إبراهيم حمروش ، والدكتور منصور فهمي ، والأستاذ الشيخ حسين والي ، والأستاذ أحمد العوامري بك ، والأستاذ الشيخ محمد الخضر حسين ، والأستاذ الشيخ أحمد علي الإسكندري . ([96])
        جدير بالذكر أن هذه الجلسة هي الجلسة الأخيرة التي حضرها الشيخ والي في المجمع حيث أبنه المجمع في الجلسة التالية لهذه الجلسة مباشرة .
        وفي هذه الجلسة الأخيرة التي حضرها الشيخ والي التي خصصها المجمع لبحث في وضع معجم صغير والتي توصل فيها إلى قرار في شأن وضع المعجم في هذه الجلسة كان للشيخ مناقشات وآراء حول منهج المعجم في الشرح وفي الترتيب . فعن المنهج الذي اقترحه الشيخ في الشرح قال : " لا بد في شرح كلمات المعجم من مراجعة معجمات عدة للوقوف على أصل المعنى . ولقد كان اللغويون القدماء يعبرون عن المعنى الواحد للكلمة بعبارات شتى ، معتمدين في ذلك على لازم الكلمة في الجملة ، وهذا لا يكفي الآن ، فنحن في هذا الزمن في أحوج ما نكون إلى الدقة والوقوف على الحقائق خالصة ، وإذًا تجب مراجعة عبارات اللغويين في معنى الكلمة ، واستنباط المعنى الحقيقي من بين تضاعيفها " . ([97])
        ومما يتعلق بالشرح ذكر المشتقات حيث يرى الشيخ عدم ذكرها في هذا المعجم حيث يقول : " نترك المشتقات على قواعد نحوية أو صرفية ، لا نورد منها شيئًا . إذْ ذلك موكول إلى العلم بما تضمن النحو والصرف تقريره " . ([98])
        وله في ذكر المجاز رأي حيث يقول : " أما التفريق بين الحقيقة والمجاز فقد عمد إليه الزمخشري في أساسه ، ولكنه لم يورد المجاز كله ، لأنه كالعدد لا يتناهى ، فهناك المجاز المرسل ، والمجاز بالاستعارة ،والمجاز بالقرينة ، وما إلى ذلك . فالممكن في معجمنا المزمع وضعه هو أن نعمد إلى المجاز المسموع عن العرب ، فنعطيه حكم الحقيقة بقدر ونذكر منه ما تدعو  إليه الحاجة ، ويجري  به الاستعمال " .
        وعن ترتيب هذا المعجم اقترح الشيخ أن يكون على ترتيب الأساس ، والمصباح . ([99])
       وفاته
        تُوفي الشيخ حسين والي – رحمه الله -  ليلة السبت لست خلون من ذي الحجة سنة 1354 هـ غاية فبراير سنة 1936 م .
        رثاه مجمع اللغة العربية بمصر فقال : " فجع مجمع اللغة العربية الملكي في العالم الحجة الثقة ، صاحب السيادة والفضيلة الأستاذ الكبير المغفور له الشيخ حسين والي ، عضو المجمع ، وعضو هيئة كبار العلماء ، رئيس لجنة الفتوى بالجامع الأزهر ، وعضو مجلسي الشيوخ الأسبقين .
        وافته منيته ليلة السبت لست خلون من ذي الحجة سنة 1354 هـ - ( غاية فبراير سنة 1963 م ) حين أوشكت دورة المجمع الثالثة أن تنتهي ، فعقد المجمع خاتمة جلسات الدورة متحزنًا متفجعًا ، ذاكرًا للفقيد الكريم – رحمة الله عليه ورضوانه – حياته الحالية بالمآثر ، الحافلة بالمفاخر ، إذْ مضى عن نحو سبعين عامًا قضى في خدمة العلم والدين فجرها وضحاها ، ووصل في نصرة اللغة والأدب أولاها بأخراها . ([100])
        وأبَّنَه الدكتور محمد توفيق رفعت باشا رئيس مجمع اللغة آنذاك بكلمة منها  : " لقد كان فقيدنا عالمًا بأكفى معاني الكلمة ، فقيهًا في لغة العرب إلى أوفى ما يحتمله اللفظ ، مجدًّا صادق الإخلاص إلى أبعد الغايات " . ([101])
        وأبنه زميله في مجمع اللغة العربية بالقاهرة منصور فهمي في كلمة طويلة نُشرت في مجلة المجمع الجزء الرابع من ص 167 – 173 .
        كذلك أبَّنه محمد الخضر حسين ، و محمد أحد جاد المولى ، و عيسى إسكندر المعلوف ، و أنستاس ماري الكرملي ، و ليتمان . ([102])
        وبعد فهذا ما جاد به الوقت عن الشيخ والي ، وإني إذْ أُقدم هذه السطور للقارئ لأرجو الله – تعالى - أن أكون قد وُفقت في إلقاء الضوء على واحد من شيوخ الأزهر الذين وهبوا حياتهم لخدمة القرآن الكريم ولغته ، كما أسأله – سبحانه – للشيخ أن يجزيه خير الجزاء ، ولي القبول والسداد .

المصادر والمراجع
 = الأعلام ، خير الدين الزركلي ط 8 دار العلم للملايين بيروت 1989 م .
 = الأعلام الشرقية في المائة الرابعة عشرة الهجرية ، زكي محمد مجاهد ط 2
   دار الغرب الإسلامي بيروت 1994 م .
= صبح الأعشى في سر صناعة الإنشاء للقلقشندي ط المؤسسة المصرية للتأليف
   والترجمة والنشر د ت .
 = فقه اللغة ، عبد الله ربيع محمود ، عبد العزيز أحمد علام ط د ت .
 = كتاب الإملاء للشيخ حسين والي ط 1 دار القلم سوريا 1405 هـ / 1985 م .
= كلمة في تأبين المغفور له الأستاذ حسين والي ، منصور فهمي ، مجلة مجمع فؤاد
   الأول للغة العربية الجزء الرابع ط المطابع  الأميرية 1939 م .
 = المجمعيون في خمسين عاما ، محمد مهدي علام ط الهيئة العامة للمطابع الأميرية
    1986 م .
 = محاضر جلسات المجمع ، الدورة الأولى ، ط  المطبعة الأميرية 1936 م .
 = محاضر جلسات المجمع ، الدورة الثالثة ط المطبعة الأميرية 1938 م .
 = محاضر جلسات المجمع ، الدورة الثانية ط المطبعة الأميرية 1937 م .
 = المزهر في علوم اللغة وأنواعها لجلال الدين السيوطي تح / محمد أحمد جاد
    المولى ورفيقيه ط المكتبة العصرية بيروت 1412 هـ / 1992 م .
  = معجم المؤلفين ، عمر رضا كحالة ط مكتبة المثنى بيروت ، ودار إحياء التراث
     العربي بيروت د ت
 = معجم المطبوعات العربية والمُعَرَّبة ، يوسف إلياس سركيس ط مطبعة سركيس
    بمصر 1346 هـ / 1928 م .
 = من التوارد في تفسير القرطبي ،علي إبراهيم محمد ، بحث في مجلة كلية اللغة
    العربية بالقاهرة جامعة الأزهر العدد السابع عشر 1419 هـ   / 1999 م .
= هدية العارفين للبغدادي ط دار الكتب العلمية بيروت 1413 هـ / 1992 م .
= الهمزة الحيرى ، محمد رفعت فتح الله ، قدم له وعلق عليه علي إبراهيم محمد ،
   بحث منشور في مجلة كلية اللغة العربية بالقاهرة العدد : 23 - 2004 / 2005 م



([1]) كلمة في تأبين المغفور له الشيخ حسين والي ، منصور فهمي مجلة مجمع اللغة العربية الملكي بمصر ج 4 ص 172 ط المطابع الأميرية 1939 م .
([2]) السابق 4 / 172 .
([3]) محاضر جلسات مجمع اللغة العربية ، الدورة الأولى ص 8 ، 9 ط المطبعة الأميرية 1936 م .
([4]) الأعلام خير الدين الزركلي 2 / 236 ط 8 دار العلم للملايين بيروت 1989 م .
([5]) معجم المؤلفين ، عمر رضا كحالة 4 / 4 ط مكتبة المثنى بيروت ، ودار إحياء التراث العربي بيروت د ت .
([6]) هدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادي 1 / 330 ط دار الكتب العلمية بيروت 1992 م.
([7]) الأعلام الشرقية ، زكي مجاهد 1 / 306 ط 2 دار الغرب الإسلامي بيروت 1994  .
([8]) كلمة في تأبين المغفور له الأستاذ حسين والي ، منصور فهمي ، مجلة مجمع فؤاد الأول للغة العربية ج 4 ص 167 .
([9]) المجمعيون في خمسين عامًا ، محمد مهدي علام ص 115 ط الهيئة العامة للمطابع الأميرية 1986 م .
([10]) معجم المؤلفين 4 / 4 .
([11]) كلمة في تأبين المغفور له الأستاذ حسين والي ، منصور فهمي مجلة المجمع ج 4 ص 167 .
([12]) السابق ص 167 .
([13]) معجم المطبوعات العربية والمُعَرَّبة ، يوسف إلياس سركيس الدمشقي 1 / 773 ط مطبعة سركيس بمصر 1928 م .
([14]) كلمة في تأبين المغفور له الأستاذ حسين والي ، منصور فهمي مجلة المجمع ج 4 ص 167 ، 168  .
([15]) السابق ص 168 .
([16]) المجمعيون في خمسين عامًا ، محمد مهدي علام ص 115 .
([17]) السابق ص 115 .
([18]) الأعلام للزركلي 2 / 236 .
([19]) الأعلام الشرقية ، زكي مجاهد 1 / 307 .
([20]) يُنظر مثلا مجلة المنار مج 7 ج 8 ص 297 وما بعدها ، ومج 12 ج 4 ص 273 .
([21]) مجلة المنار مج 26 ج 6 ص 478 .
([22]) مجلة المنار مج 14 ج 2 ص 114 .
([23]) كلمة في تأبين المغفور له الشيخ حسين والي ، منصور فهمي مجلة المجمع ج 4 ص 170 .
([24]) مجلة المنار مج 26 ج 5 ص 363 .
([25]) كلمة في تأبين المغفور له الشيخ حسين والي ، منصور فهمي مجلة المجمع ج 4 ص 171 ، 172 .
([26]) المجمعيون في خمسين عامًا ، محمد مهدي علام ص 116 .
([27]) الهمزة الحيرى ، رفعت فتح الله جريدة الأهرام عدد 10 /  5 /  1938 م  ص 14. ويُنظر هذا المقال في مجلة كلية اللغة العربية بالقاهرة العدد :23 / 2005 م  . حيث نشره الكاتب .
([28]) معجم المؤلفين ، كحالة ج 4 ص 4 .
([29]) محاضر جلسات مجمع اللغة العربية الملكي بمصر ، الدورة الأولى ص 371 ، وما بعدها
   وترتيب أسماء العلماء كما ورد عند الشيخ والي في هذا البحث .
([30]) معجم المطبوعات العربية 1 / 772 .
([31]) الأعلام الشرقية زكي مجاهد 1 / 308 .
([32]) كتاب الإملاء للشيخ حسين والي ص 7 ، 8 ط 1 دار القلم سوريا 1985 م .
([33]) في علم الكتابة العربية ، عبد الله ربيع محمود ص 32 ط 1 /91 /  1992 م . نقلا عن عماد
     حاتم : فقه اللغة وتاريخ الكتابة ص 160 وما بعدها .
([34]) الإملاء ص 9 ، 10 .
([35]) يُنظر في هذه القضية : في علم الكتابة العربية ، عبد الله ربيع محمود ص 69 وما بعدها
([36]) الإملاء ص 14 ، وما بعدها .
([37]) السابق ص 19 .
([38]) الإملاء ص 40 .
([39]) يُنظر مثلا : رسم المصحف بين المؤيدين والمعارضين ، عبد الحي الفرماوي ص 27
    وما بعدها ط مكتبة الأزهر 1977 م . وقد ناقشت هذه القضية بالتفصيل في رسالتي التي حصلت بها على درجة العالمية " الدكتوراه " ، " مشكلات الكتابة العربية وطرق تيسيرها بين القدماء والمحدثين " بإشراف أُستاذي الدكتور عبد الله ربيع محمود –رحمه الله تعالى – في المبحث الأول من الفصل الرابع من ص 374 – 404 . وهي في مكتبة الرسائل بكلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر . 
([40]) الإملاء ص 24 ، وما بعدها وفيما يُعرف عند القدماء بالحروف الأصول والفروع يُنظر : كشف حروف قديمة في اللغة العربية للأستاذ الدكتور محمد رفعت فتح الله تقديم وعرض وتعليق ، علي إبراهيم محمد ، بحث منشور في مجلة كلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر العدد الخامس عشر 1997 م .
([41]) الإملاء ص 27 ، وما بعدها .
([42]) محاضر جلسات المجمع ، الدورة الثانية ص 319 .
([43]) السابق ص 227 .
([44]) محاضر جلسات المجمع ، الدورة الثانية ص 240 .
([45]) معجم المؤلفين ، عمر رضا كحالة 4 / 4 .
([46]) كتاب الإملاء للشيخ حسين والي ص 171 هامش 1 ط 1 دار القلم سوريا 1985 م .
([47]) مجلة المنار مج 14 ج 3 ص 230 .
([48]) الأعلام للزركلي 2 / 236 .
([49]) معجم المؤلفين ، كحالة 4 / 4 . 
([50]) معجم المطبوعات العربية ، سركيس 1 / 772  .
([51]) مجلة المنار مج 14 ج 3 ص 228 ، 229 .
([52]) الأعلام الشرقية ، زكي مجاهد 1 / 308  .
([53]) الأعلام الشرقية ، زكي مجاهد 1 / 308 .
([54]) السابق 1 / 308  .
([55]) السابق 1 / 308 .
([56]) معجم المطبوعات العربية  1 / 772 .
([57]) مجلة المنار مج 14 ج 3 ص 229 ، 230 .
([58]) يُنظر على سبيل المثال مجلة المنار مج 31 ج 2 ص 120 وما بعدها ، ومج 31 ج 7 ص 519 وما بعدها .
([59]) هدية العارفين للبغدادي 1 / 330 .
([60]) معجم المطبوعات العربية والمعربة ، يوسف سركيس 1 / 773 .
([61]) الأعلام الشرقية ، زكي مجاهد 1 / 308 .
([62]) محاضر جلسات الدورة الثانية للمجمع ص 186 ، وما بعدها . وترتيب أسماء العلماء الذين نقل
     عنهم الشيخ كما ذكر هو .
([63]) محاضر جلسات الدورة الثانية للمجمع ص 199 .
([64]) محاضر الجلسات لدور الانعقاد الأول لمجمع اللغة العربية الملكي ص 8 ، 9 ط المطبعة الأميرية 1936 م.
([65]) السابق ص 9 .
([66]) السابق ص 30 ، 31 .
([67]) السابق ص 42 .
([68]) السابق ص 46 .
([69]) السابق ص 84 .
([70]) محاضر جلسات الدورة الأولى ص 128 .
([71]) السابق ص 151 .
([72]) محاضر جلسات الدورة الثالثة ص 240 ط المطابع الأميرية 1938 م .
([73]) السابق ص 241 .
 ([74])محاضر جلسات مجمع اللغة العربية الدورة الأولى ص 296
([75]) السابق ص 296 . وللمزيد من الاطلاع على جدل المجمعيين في هذه القضية ينظر المرجع السابق ص 298 وما بعدها
([76]) السابق ص 298 .
([77]) السابق ص 301 .
([78]) محاضر جلسات الدورة الثانية لمجمع اللغة العربية بمصر ص 33 ط المطابع الأميرية 1937 م
([79]) السابق ص 45 ، 46 .
([80]) السابق ص 56 .
([81]) السابق ص 62 .
([82]) السابق ص 79 .
([83]) السابق ص 79 .
([84]) يُنظر في هذه العلاقات : من التوارد في تفسير القرطبي ، علي إبراهيم محمد ص 1166 وما بعدها ، بحث منشور في مجلة كلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر العدد السابع عشر 1419 هـ / 1999 م .
([85]) محاضر جلسات الدورة الثانية لمجمع اللغة العربية الملكي بمصر ص 79 .
([86]) السابق ص 114 .
([87]) السابق ص 242 ، 243 .
([88]) المزهر للسيوطي تح محمد جاد المولى وآخرين 1 / 485 ط المكتبة العصرية بيروت 1412 هـ / 1992 م .
([89]) فقه اللغة د / عبد الله ربيع محمود ، ود / عب العزيز علام ص 146 ، 147 ط د ت .
([90]) محاضر جلسات الدورة الأولى لمجمع اللغة العربية الملكي بمصر  ص 295 .
([91]) فقه اللغة ، عبد الله ربيع ، و عبد العزيز علام ص 148 .
([92]) محاضر جلسات الدورة الثانية للمجمع ص 361 .
([93]) محاضر جلسات الدورة الأولى ص 13 .
([94]) السابق ص 102 .
([95]) السابق ص 277 .
([96]) محاضر جلسات الدورة الثالثة ص 416 .
([97]) السابق ص 410 .
([98]) السابق ص 411 .
([99]) السابق ص 411 .
([100]) مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ج 3 ص ك ط المطابع الأميرية 1937 م .
([101]) محاضر جلسات الدورة الثالثة للمجمع ، الجلسة الخامسة والثلاثون ص 419 ط الأميرية 1938
([102]) السابق ص 420 – 422  .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في ماهية المعنى وأقسامه

في التحليل الدلالي دراسة تطبيقية على الفصحى المعاصرة 1

في التحليل الدلالي دراسة تطبيقية على الفصحى المعاصرة 2