في التحليل الدلالي دراسة تطبيقية على الفصحى المعاصرة 1

 في التحليل الدلالي - 1 - 
دراسة تطبيقية على الفصحى المعاصرة 
         للدكتور علي إبراهيم محمد

تقديم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام الأتمان على خير خلق الله – تعالى – أجمعين  سيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمي الأمين ، وعلى آله ، وأصحابه ، وأتباعه ، ومن سلك منهجه ، واقتفى أثره إلى يوم الدين وبعد ...
فهذا بحث بعنوان : " في التحليل الدلالي " دفعني إلى الكتابة فيه ما وجدته من خلط في العلاج بين النظريات التي تُعنى ببيان ماهية المعنى وبين النظريات التي تُعنى بتحليل المعنى من جهة ، ومن جهة أُخرى قلة الدراسات التطبيقية في هذا  المجال مع أهميتها وجدتها ؛ إذْ تأتي الدراسات اللغوية المرتبطة بقضايا الدلالة على قمة علم اللغة الحديث ، كما تُعد واحدًا من أبرز فروعه ، فهي تساير الآن علم لغة النص linguistik  text  ،  ونحو النصtext grammar  ، ومن ناحية أُخرى فإن ما كُتب عن نظريات المعنى يُعْوِزُه كثير من إعادة النظر ؛ ذلك لأن أكثره لغير اللغويين من أصحاب العلوم والأفكار المختلفة . فقد نجم عن كتابة غير المختصين في اللغة في هذا الموضوع خلط كثير وإساءة فهم لمشكلة المعنى . ([1])
        وإذا كان من سمات البحث العلمي أن يُبدأ به من حيث انتهى الآخرون فمن الجدير ذكره الإشارة إلى جهود العلماء السابقة لبحثي هذا .
  جاءت الكتابات عن هذه القضية في كتب المحدثين إما ضمن عمل يعالج علم الدلالة بشكل عام ، أو عمل يعالج نظرية من نظريات التحليل الدلالي بشكل خاص ، أو عمل يتعلق بعلم اللغة العام . فمن الأعمال التي تعرضت لها ، ضمن الحديث عن علم الدلالة بشكل عام :
أ – دراسات في علم المعنى كمال محمد بشر .
ب - علم الدلالة أحمد مختار عمر
ج – علم الدلالة دراسة نظرية وتطبيقية فريد عوض حيدر .
د – نظرات في دلالة الألفاظ عبد الحميد محمد أبو سكين .
أما الدراسات التي أفردت نظرية من نظريات التحليل الدلالي بالتأليف فمنها : دلالة السياق بين التراث وعلم اللغة الحديث ،عبد الفتاح البركاوي ، نظرية الحقول الدلالية والمعاجم المعنوية عند    العرب ، محمود جاد الرب .
ومن الأعمال التي تعرضت للتحليل الدلالي ضمن موضوعات علم اللغة العام :
أ – علم للغة ، إبراهيم محمد أبو سكين.
ب -  علم اللغة العام أسسه ومناهجه ،عبد الله ربيع محمود .
ج – علم اللغة مقدمة للقارئ العربي محمود السعران .
وقد اقتضت طبيعة هذا البحث أن يكون في شكل تقديم ، ومدخل ، و أربعة مباحث .
أما التقديم فوضحت فيه موضوع البحث ، وأهميته ، والأعمال السابقة له ، وخطته .
وأما المدخل فسأتحدث فيه - بإذن الله – تعالى -  عن مفهوم النظرية ، ومفهوم التحليل الدلالي ، والمقصود بنظريات التحليل الدلالي ،  وموقع التحليل الدلالي من منظومة التحليل اللغوي ، والمقصود بالفصحى المعاصرة ، ومفهوم المعنى وأقسامه .
        وأما المباحث الأربعة فهي للتحليل الدلالي وستكون على النحو الآتي :  المبحث الأول : نظرية السياق . المبحث الثاني : نظرية الحقول الدلالية . المبحث الثالث : النظرية التحليلية . المبحث الرابع : طرق أخرى للتحليل الدلالي .
وفي سبيل إخراج هذا البحث في صورة لائقة استعنت بالله – عز وجل – وبذلت ما في الوسع . فإن كنت قد وُفقت فذلك الفضل من الله – سبحانه – وإن كانت الأخرى فمن نفسي .
وإني إذْ أتقدم بهذه الدراسة أرجو من الله – تعالى – التوفيق والسداد والإخلاص .
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَة وَقِنَا عَذَبَ النَّارِ   }
{ من الآية 202 البقرة }
المدخل
قبل الدخول في دراسة نظريات التحليل الدلالي مع التطبيق على الفصحى المعاصرة تطرح الدراسة  بعض التساؤلات التي تعد  الإجابة عنها مدخلا لهذه الدراسة . هذه التساؤلات هي : ما مفهوم النظرية ؟ وما مفهوم التحليل الدلالي ؟ وما موقع التحليل الدلالي من منظومة التحليل اللغوي ؟ وما المقصود بالفصحى المعاصرة ؟ وما المراد بالمعنى ، وما هي أقسامه ؟
ترجع كلمة  :  "  نظرية  " في الأصل إلى الجذر الثلاثي : ( ن – ظ – ر ) الذي يقول عنه ابن فارس : " النون والظاء والراء أصل صحيح يرجع فروعه إلى معنى واحد وهو تأمل الشيء ومعاينته ، ثم يستعار ويُتَّسع فيه . فيقال  نظرت إلى الشيء أنظر إليه إذا عاينته " .([2])
وكلمة " نظرية " مصدر صناعي اعتُمد فيه على المصدر الأصلي
 ( نَظَر ) ثم أُضيفت إليه ياء مشددة بعدها هاء تأنيث في آخره .
وكلمة " نظرية " لم تُستعمل عند القدماء كثيرًا ، بل المأثور المنقول عنهم هو استعمال ألفاظ مثل نظري ، والعلم النظري ، والمسائل النظرية ... لكن يمكن الوقوف على المعنى الاصطلاحي لهذه الكلمة " نظرية " إذا استحضرنا تقسيمهم للعلم ، فهو عندهم إما ضروري حاصل بدون استدلال ، أو نظري مكتسب عن طريق الاستدلال ؛ إذ يبدو من هذا التقسيم أو مقصودهم من الألفاظ السالفة : الجهد العقلي والإمكانات العلمية المتباينة ، سواء أكانت عقلية محضة أم ازدوج في بنائها كل من النقل والعقل .
يقول عبد القاهر البغدادي في سياق رده على زعم النظام وأتباعه من القدرية الذين يرون أن المعلوم بالقياس والنظر لا يجوز أن يصير معلومًا بالضرورة ، كما أن المعلوم بالحس لا يصير معلومًا من جهة النظر والخبر ، وفحوى رد البغدادي أنه يلزم عن زعم النظام ما لا يمكن أن يوافق عليه مسلم . يقول البغدادي : " فلزمه على هذا القول أن تكون المعرفة بالله – عز وجل – في الآخرة نظرية استدلالية غير ضرورية ، وأن تكون الجنة دار استدلال ونظر ، وأن يكون لاعتراض السيئة فيها على أهل النظر مجال ، وأن يكونوا مكلفين أبدًا ... " . ([3])
ويقول الإمام الشاطبي ضمن سرده للاعتراضات الموجهة إلى قوله بأن التشابه الواقع في الشريعة قليل : " وأيضًا فإن كل استدلال شرعي فمبني على مقدمتين ، " إحداهما شرعية " وفيها من النظر ما فيها ، و "مقدمة نظرية " تتعلق بتحقيق المناط ، وليس كل مناط معلومًا بالضرورة ، بل الغالب إنه نظري فقد صار غالب أدلة الشرع نظرية . وقد زعم ابن الجويني أن المسائل النظرية العقلية لا يمكن الاتفاق فيها عادة وهو رأي القاضي أيضًا ، والنظرية غير العقلية المحضة أولى ألا يقع الاتفاق فيها ... " . ([4])
وعن مصطلح " النظرية " عند المحدثين والمعاصرين يقول أحد الباحثين : اعتبر " لالاند lalande  " النظرية بمثابة بناء معرفي للفكر الرابط بين الجزئيات ثم ذكر لها معاني منها  :
           = أنها تدل على ما هو موضوع تصور منهجي متناسق تابع في صورته لبعض القرارات أو المواصفات العلمية التي يجهلها عامة الناس .
= أنها معرفة يقينية ، ومعناها هنا بناء فرضي ورأي لعالم أو لفيلسوف حول مسألة مشكلة . ([5])
وعن مفهوم  كلمة " نظرية " يقول المعجم الوسيط : " قضية تثبت ببرهان " . ونص المعجم على أنها كلمة مولدة . ([6])
وتوصف كلمة " نظرية " بوصف يحدد مجال استخدامها ، أو تضاف إلى كلمة أخرى فيتحدد معناها أيضًا ، فهناك النظرية الفقهية . ([7]) والنظرية الهندسية ، والنظرية اللغوية ومنها نظريات التحليل الدلالي . ونظرية الأدب ، والنظريات النقدية ومن ذلك ما كتبه محمد نايل أحمد تحت عنوان : "  نظرية العلاقات أو النظم بين عبد القاهر الجرجاني والنقد الغربي الحديث " . ([8])
 هذا عن " النظرية " أما التحليل الدلالي فقد عرفه إبراهيم أبو سكين بأنه : " دراسة العلاقات بين معاني الكلمات المختلفة في اللغة ، من خلال الوقوف على جذر الكلمة ، وبنائها الصرفي ، وسياقها الذي تقع فيه "  . ([9])
وعرفه البركاوي بأنه : " بيان مكونات المعنى ووصفه بطريقة علمية منهجية لا تخضع للانطباعات الشخصية " . ([10])
ولا تعارض بين التعريفين فأحدهما وحدة التحليل الدلالي فيه هي الكلمة ، ويكون الأمر كذلك عندما نستخدم نظرية الحقول الدلالية أو النظرية التحليلية ، والتعريف الآخر وحدة التحليل الدلالي فيه هي الجملة ، ويكون الأمر كذلك عندما نستخدم النظرية السياقية .
من خلال العرض السابق لمفهوم كل من " النظرية " و " التحليل الدلالي " يمكن أن نتصور تعريفًا لـ :
" نظريات التحليل الدلالي " وهو النظم التي تستخدم في دراسة العلاقات بين الكلمات ، أو النظم المستخدمة في بيان مكونات المعنى ووصفه .
        وإذا عدنا إلى الوراء قليلا وتأملنا تعريف مجمع اللغة العربية بالقاهرة لمصطلح " النظرية " والذي ورد في المعجم الوسيط وهو قولهم :
 " قضية تثبت ببرهان " إذا تأملنا هذا التعريف قد يعترض علينا معترض فيقول : هل كل نظريات التحليل الدلالي تعتبر قضايا ثبتت ببرهان ؟ أو هل كل نظريات التحليل الدلالي اتفق في شأنها العلماء ؟ وللرد على هذا السؤال أقول بالقطع لم تتفق كلمة العلماء بشأن بعض النظريات ، فنظرية مثل الحقول الدلالية فضل lehrer في شأنها إطلاق مصطلح " اتجاه approach " على مصطلح " نظرية theory  " قائلا : " لأن معظم الدراسات الحقلية ليست كاملة متبلورة بشكل يجعلها نظريات موحدة متناسقة " . ([11])
        وعلى هذا الأساس يكون استعمال " نظريات التحليل الدلالي " من باب التوسع الدلالي .
إذا اتضح لنا مفهوم " نظريات التحليل الدلالي " فإننا نتساءل عن موقع هذا التحليل من منظومة التحليل اللغوي
إن بيان موقع التحليل الدلالي من منظومة التحليل اللغوي يتطلب توضيح مستويات التحليل اللغوي ليتضح هذا الموقع من هذه المستويات .
إن دراسة اللغة – على ما جرى عليه العرف – سواء أ كان المنهج وصفيًا أم تاريخيًا تندرج في أربعة مستويات ، وإن كانت الحدود بينها غير واضحة تمامًا كما ينبغي أن يكون ؛ ذلك لأن هذه المستويات مترابطة متصلة يسلم كل مستوى للآخر ، فأصوات اللغة – مثلا – تتأثر كثيرًا بالصيغ ، والعكس كذلك صحيح ، والصوت والصيغة كلاهما يتأثران – غالبًا  بالمعنى . ([12]) وهذه المستويات هي :
1 – مستوى التحليل الصوتي  phonolgy ويدرس أصوات اللغة ويشمل كلا النوعين المعروفين باسم علم الأصوات العام phonetics وعلم الفونيمات phonemics . ([13])
وفي هذا المستوى تدرس الأصوات لمعرفة أنواعها ، ومواقعها ، وسماتها ، ووحداتها ، ومتغيراتها الصوتية . ([14])
2– مستوى الصرف morphology أو مستوى دراسة الصيغ اللغوية وبخاصة تلك التغييرات التي تعتري صيغ الكلمات فتحدث معنى جديدًا مثل اللواحق التصريفية inflectional ending   على سبيل المثال s التي تضاف إلى cat فتصيرها جمعًا " ومن اللغة العربية " ون " التي تضاف إلى كلمة " مسلم " فتصير جمعًا والسوابق prefixes  مثل  re قبل tell  لتعطيها معنى " يخبر مرة ثانية "  ومن اللغة العربية السابقة " ال " مع كلمة رجل ، تحولها من التنكير إلى التعريف . ومثل تغيير حرف العلة في  singإلى sang لإفادة الماضي . ومن اللغة العربية قال ، وقيل .
3 – مستوى  النحو syntax الذي يختص بتنظيم الكلمات في جمل أو مجموعات كلامية .
4 – مستوى المفردات vocabulary  وهو يختص بدراسة  الكلمات المفردة ، ومعرفة أصولها ، وتطورها التاريخي ، ومعناها الحاضر ، وكيفية استعمالها . ويدخل تحت دراسة المفردات فرع يسمى الاشتقاق etymology وهو يختص بدراسة تاريخ الكلمات ، وفرع آخر يسمى الدلالة semantics ويختص بدراسة معاني الكلمات . وهناك فرع آخر يسمى المعجم lexicography . ([15])
من خلال هذا التوضيح لمستويات التحليل اللغوي يتبين أن التحليل الدلالي فرع من  فروع مستوى تحليل المفردات الذي يشمل الاشتقاق والدلالة والمعجم . كما يتبن أن التحليل الدلالي يقع على رأس الهرم من منظومة التحليل اللغوي ؛ إذْ إن المستويات اللغوية السابقة إنما هي توطئة وتمهيد للمعنى اللغوي ، وكل عناية بأي مستوى من هذه المستويات السالفة إنما هي عناية موصلة للمعنى ومشاركة في تحديده والإيحاء به كل وفق مناهجه وأصوله . ([16])
بعد بيان موقع التحليل الدلالي من منظومة التحليل اللغوي نتطرق الآن لبيان المقصود بالفصحى المعاصرة
كلمة " فصحى " ترجع في الأساس إلى الجذر الثلاثي ( ف – ص – ح ) الذي يقول عنه ابن فارس : " الفاء والصاد والحاء أصل يدل على خُلوص في شيء ونقاء من الشَّوب . من ذلك اللسان الفصيح : الطليق ، والكلام الفصيح : العربي ، والأصل أفصح اللبن : سكنت رِغْوَتُه ، وأفصح الرجل : تكلم بالعربية " . ([17])
 وكلمة : " معاصرة " ترجع إلى الجذر الثلاثي ( ع – ص – ر ) الذي يقول عنه ابن فارس : " العين والصاد والراء أصول ثلاثة صحيحة : فالأول دهر وحين ، والثاني ضغط شيء حتى يَتَحَلَّب ، والثالث تَعَلُّق بشيء وامتساك به " . ([18])
      وإلى الأصل الأول ترجع كلمة " المعاصرة " ؛ ففي المعجم الوسيط : " عاصر فلانًا : عاش معه في عصر واحد " . ([19]) وعلى هذا يكون معنى  المعاصرة : التي نعيشها .
        والفصحى وصف على وزن فُعلى ، ومذكره أفصح بوزن أفعل ، والصيغة الصرفية لهذه الكلمة تفيد التفضيل ، كما تشير إلى أرقى مستوى من مستويات العربية ، بيد أن هذا – حسب الوضع المستخدم – غير مقصود هنا ، وإنما المقصود اللغة الفصيحة . واستعمال الفصحى بمعنى الفصيحة له نظائر منه قول العروضيين : فاصلة كبرى وصغرى أي : كبيرة وصغيرة .
        أما سبب استعمال الفصحى بمعنى الفصيحة فهو أن العربية في بنائها التاريخي كانت ائتلافًا من لهجات مختلفة ، وكانت هذه اللهجات على اختلافها حجة ، ولكنها كانت متفاوتة في مراتب الفصاحة ، وكانت الوجوه المقدمة في معيارهم للصواب هي " الفصحى " ثم تتدرج الوجوه بعد ذلك . أما في عصرنا هذا فقد أصبحت الفصحى قسيم اللهجات العامية . ويمثل التقابل والتقارن بين " الفصحى والعامية " واحدًا من أبرز العناوين في جريدة المسألة اللغوية في العربية المعاصرة . إن الفصحى – هنا – تمثل إحياءً لمفهوم الائتلاف الذي أُقيم عليه بناء العربية وسُمح به في قراءة القرآن الكريم . فإذا قسمنا قواعد العربية في أصواتها وصرفها ونحوها ثلاثة أقسام : 
-       ما اتفق على أنه صحيح فصيح
– ما نختلف فيه على وجهين أو أكثر .
- ما لا نختلف على أنه ليس فصيحًا إذْ لا أصل له في وصف اللغة العربية ومعيار الصواب من أي وجه .
    فإذا فعلنا ذلك فإن الفصحى – في مفهومنا – تنتظم القسمين الأولين . ([20])
        ويمكن من خلال التحليل اللغوي لكلمتي " الفصحى " و" المعاصرة " أن نتصور مفهومًا للفصحى المعاصرة هو : تلك اللغة التي نستخدمها في عصرنا في أمور محددة وتدخل تحت المعايير التي وضعها العلماء القدامى ولو بوجه من الوجوه .
 وتُستخدم هذه اللغة في مجالات محددة كالأدب ، وتفاهم الخاصة بعضهم مع بعض ، والقضاء ، والخطابة ، كما أنها لغة المصطلحات في جميع العلوم والفنون ، ولغة الصحافة المقروءة ، وأكثر الإعلام المسموع والمرئي . ([21])
إن وصف الفصحى بالمعاصرة يطرح تساؤلا مقتضاه : هل هناك فرق بين الفصحى المعاصرة وما يُعرف بفصحى التراث ؟
إن صلة الفصحى المعاصرة بالفصحى التراثية كصلة الابن بأبيه ، يحمل الابن صفات وراثية وثقافية عن أبيه ويختلف عنه في أنه يعيش في زمن غير زمن أبيه . واختلاف الزمن يحمل في طياته اختلافًا في الرؤية والتفكير وفي أمور الثقافة جميعًا . ومن هذا المنظور نرى بعض الفروق بين الفصحى المعاصرة وفصحى التراث نوجزها فيما يأتي .
إن اللغة أية لغة تتكون من أربعة مستويات هي المستوى الصوتي ، والمستوى الصرفي ، والمستوى النحوي ، والمستوى الدلالي . وعند التأمل في هذه المستويات في كل من الفصحى التراثية والفصحى المعاصرة سنجد بلا شك مجموعة من الفروق الملاحظة بين اللغتين .
فعلى المستوى الصوتي نأخذ مثلا النطق بصوت القاف ، ففي فصحى التراث يتحقق أكبر قدر موجود الآن من الصفات التي ذكرها الأقدمون للقاف ( لا كل الصفات التي ذكروها ) فعلماء  الأزهر ومن في مثل ثقافتهم والمجيدون من قراء القرآن الكريم اليوم ينطقون القاف مهموسة لهوية شديدة ، أي يتحقق فيها صفتان من ثلاث ( باستثناء صفة الجهر ) .
أما في الفصحى المعاصرة فإن صوت القاف يصيبه تغيير آخر : فبدلا من أن ينطق من اللهاة في أقصى الحنك نراه ينطق من نقاط متقدمة تمتد من بين اللهاة وبين الحنك اللين ( وهو مخرج الكاف ) فالمذيعون والأطباء والمحامون والمدرسون وغيرهم لا ينطقون صوت القاف بمثل " الخلفية التي ينطقها بها قراء القرآن . ([22])
وعلى المستوى الصرفي نجد في الجموع في فصحى التراث ما يدل على جموع القلة والكثرة ، أما في الفصحى المعاصرة فـ : " دلالة صيغ جمع القلة على ما بين الاثنين والعشرة لم تعد ذات مغزى في الاستعمال الحديث " . ([23])
كما نجد في المستوى الصرفي النسب إلى الكلمة المختومة بتاء التأنيث مع إبقاء التاء ، مثل حياتيٌّ ، وذاتي ، نسبة إلى "حياة " و " ذات "  يقولون : هذه من الأمور الحياتية ، وهذا دافع ذاتي . والقياس فيهما حيوي ، و ذووي . ([24])
وعلى المستوى النحوي تختص الفصحى المعاصرة بشيوع الجملة الاسمية أكثر من الجملة الفعلية لدى كتاب العصر وخاصة القصاصين وكتاب المسرح والصحفيين . كما تختص الفصحى المعاصرة  بكثرة التسكين في أواخر الكلمات . ([25])       
وعلى المستوى الدلالي حدث تطور في الدلالة لكثير من الكلمات المستعملة في فصحى التراث ، فمثلا كلمة " الشاطر " تدل على معنىً وضيع . قال ابن فارس : " الشاطر : الذي أعيا أهله خُبثًا " . ([26]) ، وفي الفصحى المعاصرة تدل على الماهر المميز بين أقرانه في الدراسة وغيرها من أمور الحياة .
        وفي الفصحى المعاصرة دخلت كثيرًا من الكلمات معان جديدة لم تكن في فصحى التراث كدلالة القرش على جزء من مائة جزء من العملة المصرية . ومن ذلك كلمة " شيخ " التي تدل في فصحى التراث على الطاعن في السن . قال الله - تعالى - :  } وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ{[القصص: من الآية23] .  وتدل أيضُا في فصحى التراث على رؤساء الفرق الدينية والعلماء الراسخين مثل قولهم شيخ المعتزلة ، وشيخ البلاغيين ، وشيخ النحاة .
ثم اكتسبت عدة دلالات في الفصحى المعاصرة ، من هذه المعاني أن كلمة شيخ في تونس عندما يُوصف بها شخص ما أو يُخبر عنه بها تعني أنه مسرور ومبتهج . وكلمة شيخ في الخليج العربي لقب سياسي طبقي فهي تساوي ( أمير ) تقريبًا وقد يطلق على بعض الحكام في هذه المنطقة لقب " شيخ " . ([27]) كما هو الحال في الكويت ، وقطر ، والإمارات العربية .
ومما يتصل بالمفردات أيضًا كثرة الدخيل والمولد ، واختلاف مصادر الدخيل عن مصادره في فصحى التراث ، ففي الفصحى المعاصرة نجد كلمات مثل ساندويتش ، وراديو ، وتلفزيون ، وموبيل ، وسونار ، و جاكيت ، و موتور ، والديموقراطية ، والتقنية ، وغير ذلك كثير من الكلمات التي ترجع إلى أصول إنجليزية أو فرنسية أو إيطالية أو غير ذلك من اللغات . ومن المولد نجد في الفصحى المعاصرة : الإنتاجية ، الرجعية ، والانتهازية ، والتقدمية ، والانهزامية ، والمحسوبية ، والجمهورية ، والسطحية ، والرأسمالية . ([28])
وفي فصحى التراث نجد الدخيل غالبًا ما يكون من اللغة الفارسية أو التركية أو اليونانية وغير ذلك من اللغات التي احتك بأصحابها العرب القدماء .
وفي الفصحى المعاصرة تلحظ التأثر الشديد بالترجمة من  اللغات الأوربية في جانب الأساليب من ذلك قولنا : " هو يمثل الرأي العام " وهذا من الإنجليزية : he represents public opinion  . ([29])  ومن ذلك قولنا : " توترت العلاقات " وهو في الإنجليزية : strained  relations ، وتقول : " دفع الثمن غاليًا " بالاستعمال المجازي بمعنى لقي الصعاب من جراء أمر من الأمور ، أو عمل من غير تفكير وهو في الإنجليزية :  he paiddear . ([30])
      وعلى الصعيد السلبي تمتاز الفصحى المعاصرة بخلوها من كثير من الألفاظ التي كانت شائعة في العربية الحديثة . ([31]) من هذه الألفاظ مجموعة الكلمات التي حكمت عليها ثورة الجيش المصري سنة 1952 م . بالموت مثل كلمة حضرة ، وأفندي ، وصاحب العزة ، وصاحب المعالي ، وصاحب الرفعة ، وصاحب العصمة . ([32])
ولئن كانت الفصحى تنتشر يومًا بعد يوم على ألسنة الناس في العالم العربي فهي على الصعيد الدولي تواجه مأزقًا حقيقيًا حيث أصبحت لغتنا في عداد اللغات التي لا تتبوأ المنزلة الجديرة بها وأصبح أمل كل العرب أن تعترف المنظمات والهيئات الدولية بلغتهم على أنها من اللغات الدولية المعترف بها ... وهذا الوضع قد يستمر طالما بقيت الدول العربية مبعدة عن مجالات العلم والتكنولوجيا ، وطالما اتخذ العلماء العرب لغة غيرهم وسيلة لتدريس العلوم بالجامعات العربية كما هو الحال في الطب والصيدلة والعلوم . ([33]) وطالما اتخذ كثير من الدارسين العرب دراسة العربية على أنها وسيلة لتحصيل الرزق وليست رسالة يؤدونها في الحياة .
هذا عن الفصحى المعاصرة . وهناك بعض المستويات اللغوية  الأخرى للغة العربية في عصرنا الراهن اهتم ببيانها كثير من الدارسين الأمر الذي يؤدي ذكره هنا إلى الإطالة .  ([34])
على رأس هذه المستويات مستوى فصحى التراث ذلك المستوى الذي يكاد ينحصر أداؤه على قراء القرآن الكريم في قراءتهم للقرآن الكريم ، و رجال الدين من علماء الأزهر في برامجهم الدينية المعدة مُسبقًا . ([35])
     المعنى المقصود في عملية التحليل الدلالي، فالمراد به المعنى الذي يحمله الرمز اللغوي ( أي الكلمة ) بكل أبعاده ، وهو يمتد إلى أكثر من المعنى المعجمي . ففيما يتعلق بالنظرية السياقية سيكون كل أنواع المعنى  ، وفيما يتعلق بنظرية الحقول الدلالية والنظرية التحليلية فسيكون المعنى المعجمي .
المبحث الأول : النظرية السياقية
توطئة
        من المقرر عند العلماء أن التحليل الدلالي يُعد واحدًا من أهم مستويات اللغوي ، وأن له أكثر من نظرية لذلك يَطرح الباحث هنا تساؤلين  هما : لماذا التحليل الدلالي ؟ أو بعبارة أُخرى ما الفائدة التي تعود على دارس اللغة من التحليل الدلالي ؟  ولماذا تعددت نظرياته ؟
        أما عن فائدة التحليل الدلالي فإن دارس اللغة حين يكون على علم بطرق هذا التحليل فإنه من خلاله يتمكن من معرفة العلاقات الدلالية بين الكلمات . ([115])
وأما عن سر تعدد نظريات التحليل الدلالي فمع ثراء الجهود الكبيرة التي بذلها العلماء لم تستطع هذه الجهود أن تصل بالتحليل الدلالي إلى نظرية دلالية عامة تمكن من القيام بتحليل دلالي يُطبق في كل اللغات .
وقد ظهر للباحثين أن السبب في تعدد هذه النظريات وعدم وجود نظرية واحدة متفق عليها تطبق في كل اللغات يرجع إلى أسباب منها :
1 - تنوع ثقافات الذين يبحثون عن النظام الدلالي ومدارسهم ، واختلاف نظرهم في تناوله تبعًا لحاجة كل منهم وأهدافه .
ومن ثم تشابكت أعمال اللغويين بأعمال الفلاسفة ، وعلماء النفس ، والاجتماعيين ، والأدباء ، والإعلاميين ، والسياسيين ، وغيرهم ممن يبحثون عن المعنى ، أو يستخدمونه في أقوالهم وأعمالهم  ، وأصبح من غير الممكن فصل تلك الآراء بعضها من بعض .
2 – كثرة المصطلحات ، واختلاط بعضها ببعض ، وعدم وضوح معانيها ، أو توضيح مضمونها .
ومن هنا كانت الصعوبة في وضع الحد الكامل لمصطلحات مثل الدلالة ، والمعنى ، والشكل ، والمضمون ، والمحتوى ، والرمز ، والفكرة إلى غير ذلك مما تحفل به كتب علم اللغة والفلسفة وعلم النفس وغيرها .
3 – طول العهد بتلك الدراسة ، وتنقلها من أمة إلى أُخرى ، ومن حضارة إلى حضارة عبر تاريخها الطويل .
وقد أدى ذلك إلى ثبوت بعض الأمور وظهور عدد من المسلمات التي ثبتتها قدسية الرواية وأكدتها مظاهر احترام التقاليد الموروثة على الرغم من ظهور الحاجة إلى إعادة درسها وبيان موقفها في ضوء ما يكشفه العلم من جديد .
4 – صعوبة الوصول إلى معاني الألفاظ ذاتها والوقوف على دلالاتها الحقيقية نظرًا لما يحيط بتلك المعاني والدلالات من ظروف تاريخية واجتماعية ونفسية ولغوية وغيرها . ([116])
5 – اختلاف شرح المعنى باختلاف نوع العلاقة بين الألفاظ ومعانيها ، فمثلا إذا كان اللفظ المراد شرح معناه من الألفاظ التي تترادف مع غيرها ويدخل من ثم إطار حقل لغوي واحد ، فإن التعريف الأمثل له يمكن التوصل إليه باستخدام نظرية الحقل اللغوي ، أما إذا كان هذا اللفظ من الألفاظ المشتركة ( متعددة المعنى ) كما في لفظ العين مثلا ، فإن الطريقة المثلى تكون بوضع الخصائص الدلالية العامة أولا ثم الجوهرية ثانيًا من خلال تطبيق النظرية التحليلية ، أو ما أسماه البركاوي نظرية التكوين الثلاثي للمعنى ، وأما إذا كان اللفظ من تلك الألفاظ التي تتعدد معانيها في السياقات المختلفة فإن الأخذ بالتحليل السياقي يكون أنسب الطرق لتحديد المعنى . ([117])
لقد أدى هذا التعدد إلى وجود أكثر من نظام في التحليل الدلالي ، ونتج عن هذا التعدد تعدد صور الوحدة الدلالية ، حيث يتضح من دراسات اللغويين أن الوحدات الدلالية تتنوع إلى وحدات دلالية لغوية ، ووحدات دلالية غير لغوية ، فالوحدات الدلالية تتمثل في :
1 – الكلمة ، ويتسع معنى الكلمة ليشمل الكلمة المفردة مثل محمد ، وجاء ، والجملة مثل كلمة التوحيد وهي : لا إله إلا الله ، والنص مثل ألقى وزير الأوقاف كلمة الرئيس في الاحتفال بذكرى رأس السنة الهجرية . والذي يدخل معنا في التحليل الدلالي الكلمة المفردة في حال استخدام نظرية الحقول الدلالية والنظرية التحليلية ، والجملة في حال استخدام النظرية السياقية .
والوحدات الدلالية غير اللغوية تتمثل في :
2 – الإشارة ، وهناك أشياء تكون فيها الإشارة أكثر ملائمة من اللفظ ، وذلك مثل الإشارات الضوئية التي تنظم حركة المرور ، فالإشارة في هذه الحالة تلاحظها العين أكثر من اللفظ . ([118])
3 – العقد ، وهو استخدام الأصابع في التعبير عن العدد . وقد ألف ابن المغربي كتابًا في حساب العقد سماه " لوح الضبط في حساب العقد " وقد حقق هذا الكتاب رمضان عبد التواب ومما جاء في هذا الكتاب :
فواحد أبسط يديك واحصر       وركِّب الخنصر فوق البنصر
وضم في الاثنين تركيبهما       مـن تـغيير لذاك فاعلمـا ([119])
 4 – النصبة ، وهي " الحال الناطقة بغير اللفظ ، والمشيرة بغير اليد ، وذلك ظاهر في خلق السموات والأرض ، وفي كل صامت وناطق ، وجامد ونامٍ، ومقيم وظاعن ، وزائد وناقص  " . ([120]) وقد مثل لها الجاحظ بقول الفضل بن عيسى : " سل الأرض فقل : من شق أنهارك ، وغرس أشجارك ، وجنى ثمارك ؟ فإن لم تجبك حوارًا أجابتك اعتبارًا " . ([121])
والنصبة لها شواهد كثيرة في حياتنا العملية من هذه الشواهد : إذا ذهبت إلى شخص تطلب منه مساعدة ، ووجدته مريضًا ، فإن حاله تقول لك إنه لا يجوز لك التحدث في أمر المساعدة معه الآن .
إذا كان لك مال عند زميل لك ، وذهبت تطلبه منه وقبل الوصول إلى الباب عرفت أنه رسب في الامتحان فإن حاله تقول لك لا يجوز التحدث معه في طلب ما عنده من مال في هذا الظرف . ([122])
5 – الأصوات غير اللفظية ، وهي الأصوات التي لا تأخذ شكل حرف من الحروف ذات المخارج المعروفة ، ومن هذه الأًصوات :
= صوت جرس المدرسة الذي يدل على انتهاء الحصة أو بدايتها .
= صوت أجهزة الإنذار في المطارات والموانئ الذي يدل على وجود شيء مخالف في حقيبة ما .
= التصفيق للخطيب السياسي للدلالة عن الرضا بكلامه .
= صوت المصمصة الدال على الرفض . ([123])
6 - الصورة ، وهي واحدة من اللغات غير اللفظية تتطلب مهارات إدراكية ومعرفية خاصة لفهم محتواها . ([124])
ولذلك تجد الصورة التي يخرجها – مثلا - جهاز الأشعة لعضو من أعضاء الإنسان واحدة ويختلف الأطباء في قراءة محتوى  هذه الصورة ، وبناءً على اختلافهم هذا يختلف تشخيص المرض حتى يظهر أستاذ متمرس في المرض فيقرأ الصورة قراءة صحيحة ويشخص المرض تشخيصًا سليمًا
وقد أدرك أصحاب المعجمات الحديثة قيمة الصورة في شرح المعنى و توضيحه . ولهذه الأهمية للصورة نجدها زادت عن ستمائة صورة في المعجم الوسيط الذي أخرجه مجمع اللغة العربية بالقاهرة .
هذا عن تعدد نظريات التحليل الدلالي وتنوع الوحدات الدلالية أما أنظمة التحليل الدلالي فتوضح السطور الآتية أحدها وهو المتمثل في :
 النظرية السياقية
تُعد نظرية السياق واحدة من أهم نظريات التحليل الدلالي    ، وذلك نظرًا لما تميزت به من عناية بالعناصر اللغوية والاجتماعية ، والابتعاد عن كثير من الأفكار البعيدة عن الواقع اللغوي . ([125])
كما يوضح أهمية السياق أن المتأمل في اللغة أية لغة يجد أن نسبة كثيرة من كلماتها لا يتضح معناها المحدد إلا باستعمالها إلى جانب غيرها . ومن الصعب أن نستدل على معناها بغير استرشاد بالكلمات المحيطة بها . ([126]) ولذلك أفردها بالدراسة البركاوي بعمل مستقل . بل وأعد عبده الراجحي جزءًا منها نظرية مستقلة هو سياق الحال . ([127])
مفهوم السياق
السياق ترجمة عربية لكلمة  context التي تنحدر من السابقة اللاتينية con بمعنى " مع " + text اللاتينية أيضًا والتي كانت تعني في الأصل " النسيج " ثم استعملت في معنى الكلمات المصاحبة للمقطوعات الموسيقية ثم صارت تستعمل في معنى " النص " أي تلك المجموعة من الجمل المتراصة مكتوبة كانت أو مقروءة ، ثم أصبح للمصطلح بعد التركيب المعاني الآتية :
1 – ما يحيط بالوحدة اللغوية  المستعملة  في النص .
2 - قيود التوارد ( المعجمي) التي تراعى عند استعمال أكثر من وحدة لغوية . مثال ذلك في اللغة العربية استعمال كلمة الأشهب مع الخيل والأملح مع الغنم والأزهر مع الإنسان وذلك عند إرادة التعبير عن بياض اللون . ويعرف هذا عند علماء اللغة المحدثين بـ " المصاحبة collocotin " . ([128])
3 – نص لغوي يتسم بسعة نسبية ويؤدي معنى متكاملا سواء أكان ذلك النص مكتوبًا أم متكلمًا به .
4 – الأحوال والمواقف الخارجية ذات العلاقة بالكلام .
        وأضاف اللغويون الإنجليز إلى هذا المصطلح اللاحقة ualismuss التي تقابل في العربية الياء المشددة التي تلحق المصادر الصناعية في مثل
 " الحرية ، والواقعية " ومن ثم يصبح معنى المصطلح  context ualismuss " السياقية والمراد بها نظرية السياق في المعنى أو مذهب التحليل اللغوي المنسوب للسياق . ([129])
أصول النظرية في التراث العربي
قبل الحديث عن هذه النظرية في شكلها المكتمل أو الناضج    جدير بنا أن نتساءل عن أصولها في تراثنا العربي ؟
لما كان الكشف عن المعنى يمثل الهدف الأسمى الذي يسعى إليه اللغويون العرب ، والأصوليون ، والمفسرون ، وعلماء البلاغة فقد تضافرت جهود هؤلاء جميعا في صياغة الأسس النظرية والتطبيقات العملية  لــ : " السياقية العربية " .
هذه الأسس بإيجاز هي :
        1 – يعد اللغويون العرب " الجملة " وحدة التحليل الدلالي ، أي أنهم يقسمون الكلام إلى جمل ، ومن ثم فإن عناصر السياق وخاصة
" اللغوي " يمكنها أن تعمل في إطار الجملة ، وقد فرق اللغويون العرب تفريقًا واضحًا بين القول والكلام ، وعرفوا الكلام بأنه : " كل لفظ مستقل بنفسه مفيد لمعناه ، وهو الذي يسميه النحويون الجمل ، نحو : زيد أخوك ، وقام محمد ، وفي الدار أخوك " . ([130])
وإذا كان الكلام هو الجمل على اختلاف تركيبها فإن وحدة الكلام حينئذ تكون هي الجملة وليست الكلمة المفردة أو ما دونها من وحدات صرفية أو صوتية .
2 – مراعاة المقام أو السياق الخارجي
اهتم اللغويون العرب عمومًا وعلماء التفسير والحديث والبلاغيون بوجه خاص بمعرفة المقام ، أو الأحوال المصاحبة للحديث كمعرفة حال المتكلم ، أو السامع ، أو البيئة العامة ، أو سبب نزول الآية ، أو سبب ورود الحديث ، أو غير ذلك مما يسمى العناصر غير اللغوية التي تساعد في الكشف عن المعنى المراد من النص .
لقد جاءت الإشارات الأولى إلى ضرورة مراعاة هذا المقام أو السياق الخارجي عند سيبويه في الكتاب . يقول صاحب الكتاب عند تفسير قولهم : " أتميميًا مرة وقيسيًا أخرى " : " وإنما هذا أنك رأيت رجلا في حال تلون وتنقل فكأنك قلت : أتتحول تميميًا مرة وقيسيًا أخرى ، فأنت في هذه الحال تعمل في تثبيت هذا له وهو عندك في تلك الحال في تلون وتنقل وليس يسأله مسترشدًا عن أمر هو جاهل  به ليفهمه إياه ويخبره عنه ولكنه وبخه  بذلك " . ([131])
ومن أوضح الأمثلة في التراث العربي على مراعاة السياق الخارجي ما ذكره ابن جني معقبًا على قول الأعرابية :
    تقول وصكت وجهها بيمينها          أ بعلي هذا بالرحى المتقاعس
إن الشاعر لو قال عنها : " أ بعلى هذا بالرحى المتقاعس "  من غير أن يذكر صك الوجه لأعلمنا بذلك أنها كانت متعجبة منكرة لكنه لما حكى الحال فقال : " وصكت وجهها " علم بذلك قوة إنكارها وتعاظم الصورة لها ، هذا مع أنك سامع لحكاية الحال غير مشاهد لها ، ولو شاهدتها لكنت بها أعرف ، ولعظم الحال في نفس تلك المرأة أبين ، وقد قيل ليس المخبر كالمعاين ، ولو لم ينقل إلينا هذا الشاعر حال هذه المرأة بقوله : " وصكت وجهها " لم تعرف به حقيقة تعاظم الأمر لها " . ([132])
وما استشهد به ابن جني يتضمن أمرين : أولهما الحدث الكلامي بقولها " أ بعلي هذا بالرحى المتقاعس ؟ ! أي تستنكر هذا الأمر  بقولها . وثانيهما فهو الحدث غير الكلامي ويمثله قول الشاعر : " وصكت وجهها بيمينها " .
وأما قول ابن جني : " علم بذلك قوة إنكارها وتعاظم الصورة لها ، هذا مع أنك سامع لحكاية الحال ، غير مشاهد لها ولو شاهدتها لكنت بها أعرف وبعظم الحال في نفس تلك المرأة أبين " فأول ما يعنيه هو ما عبر عنه فيرث – كما سيأتي – بـ " أثر الحدث الكلامي وغير الكلامي " أي أن من سمع كلامها مباشرة أي قولها " أبعلي هذا بالرحى المتقاعس " ؟ ! وشاهدها تصك وجهها بيديها في الوقت نفسه سيكون أشد تأثرًا وبحالها أكثر معرفة بفعل هذين الحدثين . ([133])
ولا يتوقف مراعاة المقام أو السياق الخارجي على الغرض العام الذي يساق من أجله الكلام وإنما يتجاوز ذلك إلى مراعاة أحوال المخاطبين من الناحيتين الاجتماعية والثقافية . وقد تأصلت هذه الفكرة في التراث العربي بما ذهب إليه بشر بن المعتمر في صحيفته المشهورة عندما قال : وينبغي للمتكلم أن يعرف أقدار المعاني ويوازن بينها وبين أقدار المستمعين ( من ناحية ) وأقدار الحالات ( من ناحية ثانية ) فيجعل لكل طبقة من ذلك كلامًا ، ولكل حالة مقامًا حتى يقسم أقدار الكلام على أقدار المعاني ويقسم أقدار المعاني على أقدار المقامات وأقدار المستمعين على أقدار تلك المقامات . ([134])
وقد انتهى بشر – فيما نقله عنه الجاحظ إلى أن : " المعنى ليس يشرف بأن يكون من معاني الخاصة ، وكذلك ليس يتضع بأن يكون من معاني العامة ، وإنما مدار الشرف على الصواب وإحراز المنفعة مع موافقة الحال وما يجب لكل مقام من المقال " . ([135])
وهكذا يتضح لنا أنه : " حين قال البلاغيون : " لكل مقام مقال " و " لكل كلمة مع صاحبتها مقام " وقعوا على عبارتين من جوامع الكلم تصدقان على دراسة المعنى في اللغات لا في العربية فقط وتصلحان للتطبيق في إطار كل الثقافات على حد سواء . ولم يكن " مالينوفسكي " وهو يصوغ مصطلحه الشهير context of situation  يعلم أنه مسبوق إلى مفهوم هذا المصطلح بألف سنة أو ما فوقها . إن الذين عرفوا هذا المفهوم قبله سجلوه في كتب لهم تحت اصطلاح " المقام " ولكن كتبهم هذه لم تجد من الدعاية على المستوى العالمي ما وجده اصطلاح مالينوفسكي من تلك الدعاية بسبب انتشار نفوذ العالم الغربي في كل الاتجاهات وبراعة الدعاية الغربية الدائبة .
ولم يكن أقل من هاتين العبارتين صدقًا  في تحليل اللغة بصفة عامة ما سبق النحاة العرب إليه من قولهم " الإعراب فرع المعنى " فهذه أيضًا واحدة من جوامع الكلم إذا فهمنا بالإعراب معنى " التحليل " لأن كل تحليل لا يكون إلا عند فهم المعنى الوظيفي لكل مبنى من مباني السياق . فيكون التحليل حينئذ على مستوى الصوتيات والصرف والنحو أما المعنى المعجمي فهو علاقة لا يصدق عليها قولهم " الإعراب فرع المعنى " وأما المعنى الدلالي فهو شامل للعناصر الثلاثة وهي المعنى الوظيفي والمعنى المعجمي والمقام  " . ([136])
وإذا علمنا أن مراعاة السياق الخارجي أو ما يُعرف بسياق الموقف ، أو سياق الحال هو واحد من الركائز التي أقام عليها فيرث وأتباعه نظرية السياق الأوربية فإننا نتساءل عن الفرق بين مراعاة السياق الخارجي في تراثنا العربي وبينه عند الغرب ؟
لقد وضح هذه القضية البركاوي حين قال : إننا نلمس هنا نقطة اختلاف جوهرية بين القائلين بضرورة مراعاة السياق الخارجي من اللغويين العرب والمنادين بذلك من اللغويين الإنجليز ( فيرث وأتباعه ) وتتمثل هذه النقطة في اكتفاء أصحاب النظرية السياقية على لغة الحديث المعاصر لهم وكانوا كسائر القائلين بالمذهب التركيبي( المدرسة الأمريكية والمدرسة البراجية ومدرسة كوبنهاجن ) يعتمدون في التحليل اللغوي على لغتهم المعاصرة فقط .
يقول هلبج  helig مؤكدًا هذا المعنى : " إن الدارسات اللغوية التركيبية تبدو غير ممكنة على الإطلاق إلا من خلال شخص يستعمل اللغة  lnformant ، وهذا الشخص لا بد وأن يتحدث اللغة المدروسة باعتبارها اللغة الأم ويستطيع الإجابة على التساؤل الخاص بما إذا كان قولان متحدين في المعنى أو مختلفين وما إذا كان هذا التعبير أو ذاك ممكنًا في هذه اللغة أو غير ممكن " . ([137]) 
أما اللغويون العرب فقد امتدت أنظارهم إلى ما وراء اللغة المستعملة وحاولوا الكشف عن المعنى في نصوص الفصحى في إطار معرفتهم بظروف السياق الخارجي إذا أُتيحت لهم معرفة تلك الظروف ، وربما حاولوا تصور هذا السياق وشرحوا المعنى في ضوئه .
ونجد من هذا القبيل عند ابن فارس في كتابه الصاحبي تحت عنوان : " باب معاني الكلام " حيث ذكر فيه عدة معان للخبر يُفهم من  بعضها توقف بيان غرض المتكلم على السياق .
من ذلك قول ابن فارس عن قول الله – تعالى - : } وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا { [الشعراء: من الآية227] إنه خبر يُفيد الوعيد . ([138]) فجملة مثل " وسيعلم الذين ظلموا " لو جردت عن سياق الموقف الذي قيلت فيه لأفادت الإخبار بوقوع علمهم في المستقبل .
قال النسفي : " ختم السورة بما يقطع أكباد المتدبرين وهو قوله :
 ( وسيعلم ) وما فيه من الوعيد البليغ " . ([139])
وقال الفخر الرازي : " ختم السورة بهذا التهديد العظيم ، يعني إن الذين ظلموا أنفسهم وأعرضوا عن تدبر هذه الآيات ، والتأمل في هذه البينات فإنهم سيعلمون بعد ذلك ( أي منقلب ينقلبون ) . وقال الجمهور المراد منه الزجر عن الطريقة التي وصف الله بها هؤلاء الشعراء ، والأول أقرب إلى نظم السورة من أولها إلى آخرها " . ([140])
ومن ذلك أيضًا قوله إن قول الله – عز وجل - : } ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ { [الدخان:49] إنه خبر يفيد الإنكار والتبكيت . ([141])
3 - مراعاة السياق اللغوي عند تحديد المعنى المراد من الوحدة اللغوية .
ومن ذلك أن ابن جني فسر معنى الصيغة في لفظ " أغفل " في قول الله  – تعالى -  : } وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً{ [الكهف: من الآية28] اعتمادًا على عنصر السياق اللغوي المتمثل في استعمال الواو وليس الفاء في ( واتبع هواه ) . ([142]) حيث قال ابن جني بعد أن ذكر هذه الآية الكريمة : ولن يخلو ( أغفلنا ) هنا من أن يكون من باب أفعلت الشيء أي صادفته ووافقته كذلك ... أو يكون ما قاله الخصم : إن معنى أغفلنا قلبه : منعنا وصددنا ، نعوذ بالله من ذلك ، فلو كان الأمر على ما ذهبوا إليه منه لوجب العطف عليه بالفاء دون الواو ، وأن يقال : ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا فاتبع هواه . وذلك أنه كان يكون على هذا الأول علة للثاني والثاني مسببًا عن الأول ومطاوعًا له ؛ كقولك : أعطيته فأخذ ، وسألته فبذل ، لما كان الأخذ مسببًا عن العطية ، والبذل مسببًا عن السؤال . وهذا من مواضع الفاء لا الواو ... فمجيء قوله – تعالى – ( واتبع هواه ) بالواو دليل على أن الثاني ليس مسببًا عن الأول ؛ على ما يعتقده المخالف . وإذا لم يكن عليه كان معنى أغفلنا قلبه عن ذكرنا أي صادفناه غافلا . ([143])
4 – مراعاة قيود التوارد ، والمقصود بـ " قيود التوارد " توافق الوحدات المعجمية مع ما يراد معها في الجملة من سائر الوحدات الأخرى . فإن كان هناك تلاؤم بين الوحدات وصف الكلام بالاستقامة ، وإن لم يكن الأمر كذلك وصف الكلام بالكذب أو الخطأ .
ويرجع الفضل في تأصيل هذا المبدأ إلى سيبويه الذي وصف عدم التلاؤم في المعاني المعجمية بالقبح أو الكذب ومثل له بقوله :
" حملت الجبل ، وشربت ماء البحر " وقد أطلق على مثل هذا الكلام
" المستقيم الكذب " فالاستقامة نحوية لسلامة التركيب وفقًا لأصول القواعد العربية ، والكذب دلالي لورود كلمة الجبل أو ماء البحر مع ما لا يناسبها دلاليًّا . ([144])
5 – مراعاة كل الوظائف التي تقوم بها الوحدات اللغوية ، والمراد بذلك مراعاة كافة الوظائف التي تنهض بها الوحدات الصوتية والصرفية والنحوية والمعجمية عند فهم النصوص وتحليلها  .
هذا عن جذور هذه النظرية في التراث العربي ، أما في الغرب فتوضحها السطور الآتية
نظرية السياق عند الغربيين
تنسب هذه النظرية إلى العالم الإنجليزي فيرث firth الذي نظر إلى المعنى على أنه نتيجة علاقات متشابكة متداخلة ، فهو، في نظره ، ليس وليد لحظة معينة بما يصاحبها من صوت وصورة ، ولكنه أيضًا حصيلة المواقف الحية التي يمارسها الأشخاص في المجتمع . ([145])
ولم يقتصر فيرث على ذلك بل يعتقد  " أن أية خاصة من خصائص العبارة الكلامية هي جزء من معناها " . ([146])
 وذكر السعران أن هذا الاتجاه من اتجاهات المدرسة الإنجليزية اعتمد اعتمادًا كبيرًا على آراء برونسلا ومالينوفسكي  b. Malionowsk العالم الأنثرپولوجي البولندي الذي ترك أثرًا كبيرًا في كلتا المدرستين الإنجليزية الأنثرپولوجية واللغوية . ([147])
أسس النظرية
لهذه النظرية أسس أوجزها في السطور الآتية :
1 – النظرة المتساوية إلى عنصري السياق في عملية التحليل الدلالي وهذان العنصران هما : السياق اللغوي وسياق الموقف أو المقام الذي يتضمن أيضًا ما يسمى السياق الثقافي الذي يتضمن قائمة بالفوارق الاجتماعية والسمات الشخصية والثقافية للمتحدث والمتحدث إليه ودور كل منهما في المجتمع . وسأوضح أنواع السياق .
2 – النظر بالتساوي إلى كل عناصر السياق اللغوي سواء أكانت صوتية ( بما في ذلك العناصر الأدائية كالنبر أو التنغيم ) أم صرفية أم نحوية أم معجمية أم دلالية .
3 – الرفض المطلق لما يسمى الوظيفة الأساسية لأن كل وظيفة تؤدي هي وظيفة أساسية في المقام الذي قيلت فيه .
4 – النظر بالتساوي إلى كل أنواع الاستخدام اللغوي ، إذ ليس هناك استخدام  يمكن النظر إليه باعتباره القاعدة " التجريدية " وبقية الاستخدامات باعتبارها أنماطًا ثانوية وإنما ينظر إلي الجميع بعين واحدة باعتبارها بدائل في الأنماط السياقية وهذه مسألة جوهرية  تختلف فيها النظرية السياقية عن مفاهيم النحو التقليدي .
5 – ليست اللغة نظامًا شكليًّا فحسب وإنما هي جزء من النتاج الاجتماعي .
6 – وحدة الاستخدام اللغوي الأساسية هي الجملة .
7 – إن المعنى ( أو الوظيفة ) في مفهومه النفعي أو العملي ذو طبيعة متغيرة وذلك نظرًا لارتباطه بالكلام الفعلي . ([148])
أنواع السياق
1 - السياق اللغوي linguistic context ويُراد به مجموعة الوظائف المستفادة من عناصر أداء المقال التي تحوزها الوحدة اللغوية أي الجملة . ([149])
وللسياق اللغوي عناصر صوتية ، وأخرى صرفية ، وثالثة نحوية ، ورابعة معجمية . وقد عالج البركاوي هذه العناصر في كتابه دلالة السياق معالجة قيمة . و السطور الآتية توجز هذه العناصر .
العنصر الصوتي
العنصر الصوتي يتمثل في وظائف الوحدة الصوتية ، أو ما يعرف بالـ :  phoneme وهذه الوظائف قد تكون تغيير المعنى بسبب تغيير الوحدة الصوتية مثل حازم وجازم ، فالكلمتان تتفقان في ألف المد والزاي والميم وتختلفان في الوحدة الصوتية الأولى فيهما فالكلمة الأولى فيها الحاء والثانية فيها الجيم . ويختلف معنى الكلمتين لاختلاف الوحدة الصوتية الأولى من الكلمتين . ويُلحظ أن الوحدة   الصوتية في الكلمتين من نوع الصوامت consonante، وقد تكون الوحدة الصوتية من الحركات   vowels  ويؤدي اختلافها إلى تغير المعنى مثل : ضرب ، وضارب إذ ليس بين الكلمتين فرق إلا في نوع الفتحة التي بعد الضاد ففي الكلمة الأولى فتحة قصيرة وفي الثانية فتحة طويلة . وقد أدى اختلاف الحركة إلى اختلاف المعنى الصرفي فالأولى تدل على وقوع الفعل في الزمن الماضي ، والأخرى تدل على ما يُعرف في الصرف باسم الفاعل أو الخالفة . ومن أمثلة اختلاف المعنى بسبب اختلاف الوحدة الصوتية التي هي حركة أيضًا كلمتا : الإعْلام والأعْلام ، فليس هناك فرق بين الكلمتين إلا أن الأولى مكسورة الهمزة والأخيرة مفتوحة الهمزة ، والأولى مصدر للفعل أَعْلَمَ ، والأخيرة جمع عَلَم .
وقد تكون وظيفة الوحدة الصوتية وظيفة تأثيرية ، أو ما سماه البركاوي بدلالة الجرس للوحدة الصوتية وعللها بقوله : " ذلك أن بعض الأصوات بما له من جرس خاص يتميز بالقوة أو الضعف قد يُنبئ عن درجة معينة من درجات المعنى " . ([150])
والوظيفة التأثيرية للوحدات الصوتية في العربية قد تكون للصوت مفردًا وقد تكون له مركبًا ، فمن أمثلة الوظيفة التأثيرية للوحدة الصوتية مفردة كلمتا الأز والهز الواردتان في سورة مريم في قول الله – تعالى : } وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَة ِ{ [مريم: من الآية25] وقول الله – تعالى : } أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً { [مريم:83] .
قال ابن جني بعد أن ذكر هذه الآية الأخيرة : " أي تزعجهم وتقلقهم . فهذا في معنى تهزهم هزًّا ، والهمزة أخت الهاء ، فتقارب اللفظان لتقارب المعنيين . وكأنهم خصوا هذا المعنى بالهمزة لأنها أقوى من الهاء ، وهذا المعنى أعظم في النفوس من الهز ؛ لأنك قد تهز ما لا بال له " . ([151])
        أما الوظيفة التأثيرية للوحدة الصوتية مركبة مع غيرها فهو ما يُعرف بارتباط مجموعة معينة من الأصوات بمعنى معين . ويُعرف هذا في تراثنا العربي بالاشتقاق الأكبر . قال ابن جني في تعريفه :
" وأما الاشتقاق الأكبر فهو أن تأخذ أصلا من الأصول الثلاثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحدًا ، تجتمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه ، وإن تباعد شيء من ذلك [ عنه ] رُدَّ بلطف الصنعة والتأويل إليه .... فمن ذلك تقليب ( ج ب ر ) فهي – أين وقعت – للقوة والشدة منها ( جبرت العظم ، والفقير ) إذا قويتهما وشددت منهما ، والجَبْر : الملِك لقوته وتقويته لغيره ... " . ([152])
العنصر الصرفي
العنصر الصرفي يتمثل في وظيفة الوحدة الصرفية أو ما يُعرف بـ : الـ  morpheme  الذي يُعرف بأنه أصغر وحدة ذات معنى . ([153]) ويُقسم إلى أقسام مختلفة باعتبارات مختلفة ، فهو إما مورفيم حر  free morpheme  وهو الذي يمكن أن يأتي مستقلا مثل " ضرب " في
" ضربت " أو مورفيم مقيد  bound morpheme وهو الذي لا يستعمل إلا مع غيره مثل التاء من " ضربت " . وقد يكون المورفيم متحققًا بوجوده صوتيًّا مثل المورفيمات السابقة ، وقد يتحقق بدون ذلك الوجود الصوتي فلا تظهر له علامة صوتية ويُسمى حينئذ المورفيم الصفر . ([154])
" ويمكن التمثيل لهذا النوع في العربية بأن الذي يدل على الإفراد في مقابل التثنية والجمع هو عدم العلامة ، أو العلامة صفر ، إذْ يقابل بهذه الدالة الصفرية ألف التثنية وواو الجمع " . ([155])
كما يمكن التمثيل له بأن الذي يدل على التذكير مقابل التأنيث العلامة صفر إذْ يقابل العلامة الصفرية للتذكير التاء التي تدل على التأنيث ، وألف التأنيث الممدودة ، وألف التأنيث المقصورة ، والكسرة في مثل أنتِ ، وغير ذلك .
وفي الصرف مورفيمات لها أسماء خاصة ، كالطلب ، والصيرورة ، والمطاوعة ، والتعدي واللزوم ، والافتعال ، والتكسير ، والتصغير ، والوقف وهلم جرا تعبر عنها علامات هي : استفعل ، وانفعل ، وأفعل ، وفعَّل ، وافتعل ، وصيغ التكسير ، والتصغير ، وعدم الحركة . ([156])
ومن هذه المورفيمات مورفيم المشاركة وعلامته فاعل وتفاعل وافتعل مثل قاتل وتقاتل واقتتل . ([157]) بيد أن السياق قد يجعل هذه العلامة غير دالة على المشاركة مثل عاقبت اللص ؛ لأن العقاب يكون من طرف واحد . قال الأخفش في هذا الأمر : " وقد تكون المفاعلة من واحد في أشياء كثيرة تقول : باعدته مباعدة وجاوزته مجاوزة " . ([i])
وقال القرطبي عند قول الحق – سبحانه - : } وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ { [ الأعراف:21 ] قاسمهما : حلف لهما . يقال : أقسم إقسامًا : أي حلف ... ، وجاءت ( فاعلت ) من واحد وهو يرد على من قال المفاعلة لا تكون إلا من اثنين . ([158])
ويتضح دور السياق في إبراز المعنى الصيغي ، أو ما يعرف بالمعنى الصرفي عندما يكون للصيغة أكثر من دلالة صرفية من ذلك صيغة
" أفعل " التي تدل على أكثر من معنى منها التعدية ، والمصادفة ، وصيرورة شيء ذا شيء ، والدخول في شيء زمانًا ومكانًا ، والسلب والإزالة ، والاستحقاق ، وغير ذلك . ([159]) ففي هذه الحالة يفرق السياق بين المعاني المتعددة للصيغة الواحدة ، ومثال ذلك أكرمت محمدًا ، يحتمل أن تكون الصيغة للمصادفة ؛ أي صادفته كريمًا ويحتمل أن تكون للتعدية . ([160]) والسياق الذي يحدد المعنى المراد . وأوضح ما يدل على ذلك من القرآن الكريم ما ذكره ابن جني عند قول الحق – تعالى - : } وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا { [الكهف: من الآية28] وقد سبق تفصيل ذلك عند الحديث عن الأسس السياقية في التراث العربي .     
العنصر النحوي
فيما يتعلق بالعنصر النحوي ينهض بالمعنى الوظيفي على المستوى النحوي أو التركيبي ما يُطلق عليه في الدرس اللغوي الحديث " الوحدات النحوية " التي تقابل مصطلح  tagmemes ومصطلح " الملامح النحوية  texemes .
الوحدة النحوية
 الوحدة النحوية هي أصغر وحدات التركيب النحوي التي تؤدي معان نحوية على سبيل الاستقلال وذلك مثل تلك الوحدات الدالة على الفاعلية أو المفعولية أو الحالية أو غير ذلك . والملامح النحوية هي أصغر وحدات التركيب النحوي التي لا تدل على معنى في ذاتها ولكن يؤدي تغيرها إلى تغير المعنى النحوي للوحدات النحوية . ([161])
والوحدات النحوية في اللغة العربية قد تكون وحدات إفرادية ، وقد تكون تركيبية . فالوحدات الإفرادية يُقصد بها تلك الوحدات الصغرى التي تدخل ضمن مكونات جملة ما بحيث تدل على معنى مستقل من معاني النحو . وتنقسم هذه الوحدات إلى قسمين :
وحدات تدل على معنى نحوي ومعجمي معًا وتمثله ما يُسمى الألفاظ الممتلئة وذلك مثل رجل وامرأة وغير ذلك من الألفاظ التي تدل على معان معجمية وتدل إذا وقعت في ترتيب ما في جملة على معنى آخر نحوي  .
وحدات تدل على معنى نحوي فقط ، وتشمل هذه الوحدات الألفاظ التي لا تفيد معنى آخر سوى هذا المعنى النحوي . ولذلك يسميها البركاوي الألفاظ النحوية . ويمثل هذه الألفاظ في العربية ما يطلق عليه النحاة اسم حروف المعاني مثل أدوات العطف والاستفهام وحروف الجر .
والوحدات النحوية التركيبية يُقصد بها كل ما يدل على معنى يُوصف به التركيب أو الجملة بأجمعها . ومن ذلك ما أسماه ابن فارس بـ : " معاني الكلام " . ([162])
وتشمل الوحدات التركيبية في اللغة العربية لونين هما : الوحدات الخبرية ، والوحدات الإنشائية . ([163])
والوحدة التركيبية الخبرية تتعلق بموقف المخاطب من موضوع الحديث ؛ لأن المخاطب إما أن يكون خالي الذهن أو شاكًّا أو منكرًا ولكل حالة من هذه الحالات الثلاث ما يناسبها من الوحدات النحوية التركيبية الخبرية ، فحالة خلو الذهن يناسبها ما يسمى  " الخبر الابتدائي " أي الخالي من أي نوع من أنواع التأكيد ، و الحالة الثانية يناسبها تأكيد الكلام إلى حد ما وهو ما يسمى  " الخبر الطلبي " أما الحالة الأخيرة فيناسبها التأكيد بأكثر من مؤكد وهو ما يسمى : " الخبر الإنكاري " .
والوحدات التركيبية الإنشائية تشمل المعاني الطلبية ، والمعاني غير الطلبية ، والمعاني الطلبية تشمل : التمني ، والاستفهام ، والأمر ، والنهي ، والنداء ، والترجي ، والعرض ، والتحضيض .
والمعاني غير الطلبية تشمل الشرط ، والقسم ، والتعجب ، والمدح ، والذم . ([164])
الملامح النحوية في العربية
الملامح النحوية في العربية كثيرة منها :
1 – الإعراب ، وهو ملمح أساس في الكشف عن المعاني النحوية ، ويكشف الإعراب عن المعاني النحوية بألفاظ العلامات الإعرابية . وهناك ملامح أخرى قد تحل محل الإعراب كالترتيب  كما في ضرب موسى عيسى ، والمطابقة في الجنس كما في ضربت هذه هذا ، والمطابقة في العدد كما في قول الله تعالى : } وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا { [الأنبياء : من الآية3] وذلك في لغة من يجعل الواو في : " وأسروا " علامة جمع وليست فاعلا على اللغة المشهورة بـ " أكلوني البراغيث "  حيث يتضح من المطابقة أن الفاعل هو " الذين " مع تأخره والمفعول " النجوى " مع تقدمه .
2– الترتيب
لا يكون الترتيب ملمحًا أساسيًّا إلا في حالات منها تعذر ظهور العلامة الإعرابية كما في قولهم ضربت سلوى ليلى ، وضرب موسى عيسى .
أو إذا كانت الوحدة النحوية ذات رتبة محفوظة ومثال ذلك تقديم المضاف على المضاف إليه.
3 – الاختيار ، ويُقصد به اختيار العنصر الملائم نحويًّا للوظيفة المؤداة في الجملة ، فالفاعل لا بد أن يكون اسمًا ، وكذلك اللفظ المجرور ، أو اختيار العنصر الملائم دلاليًّا للوظيفة التي يشغلها ، ففي قولنا حملت الجبل عدم ملائمة بين الفاعل والمفعول دلاليًّا . ([165])
وبعد هذا الإيجاز للوحدات والملامح النحوية أكتفي بذكر مثالين لبيان دور السياق في بيان معاني الوحدات النحوية أحدهما للوحدة النحوية الإفرادية والآخر للوحدة النحوية التركيبية .
سبق أن ذكرت أن المقصود بالوحدة الإفرادية هي ما تؤدي معنى نحويًًًّا فقط مثل حروف المعاني . وعلى هذه الأساس يكون المثال هنا من حروف المعاني .
        لقد اعتنى علماء العربية بما يُعرف بحروف المعاني وأفردها بعضهم بالتأليف ، ومن المؤلفات في هذا الموضوع :
        = الأزهية في علم الحروف لعلي بن محمد النحوي الهروي ، وقد حقق هذا الكتاب عبد المعين الملوحي وطُبع في دمشق 1971 م .
        = الجنى الداني في حروف المعاني للمرادي ، وقد حقق هذا الكتاب فخر الدين قباوة والأستاذ محمد نديم وطُبع في حلب 1973 م .
        = رصف المباني في شرح حروف المعاني للمالقي ، وقد حقق هذا الكتاب أحمد محمد الخراط وطُبع في دمشق 1975 م .
        بل وقد أفرد بعضهم مؤلفًا لواحد من هذه الحروف ومن ذلك الزجاجي الذي صنَّف كتابًا في اللامات ، وقد حقق هذا الكتاب مازن المبارك وطُبع في دمشق 1969 م .
        هذا بالإضافة إلى معالجة هذه الحروف مع قضايا أخرى تحت سقف واحد مثل مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام .
        ومن المحدثين كتب عن هذه القضية محمد حسن عواد دراسة بعنوان " تناوب حروف الجر في لغة القرآن " ، وقد طُبع هذا الكتاب بالأُردن 1982 م .
        ومسألة أداء حرف من حروف المعاني معنى حرف آخر دار حولها جدل كبير بين النحاة حيث ارتضاها الكوفيون وخالف فيها البصريون . ([166]) وعلى أية حالة فقد وقع استخدام حرف محل آخر والذي يفصل هنا هو السياق . من ذلك مجيء الباء بمعنى عن كما في قوله – تعالى : } فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً { [ الفرقان: من الآية 59] أي عنه ([167])
والمثال الثاني يوضح دور السياق في تبيين معنى الوحدة النحوية التركيبية ونسوقه من كتاب الصاحبي لابن فارس يقول: " وقد يكون اللفظ استخبارًا والمعنى إخبارًا وتحقيقًا . نحو قوله – جل ثناؤه : } هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْر{ [الإنسان : من الآية1] قالوا معناه : قد أتى " . ([168])
العنصر الدلالي
المقصود بالعنصر الدلالي ما تفيده الكلمة من دلالات غير صوتية وصرفية ونحوية . ويمكن التمثيل للعنصر الدلالي بكلمة " حسن " العربية التي تقع في سياقات لغوية متنوعة وصفًا لـ :
أ – أشخاص : رجل – امرأة – ولد . .
ب – أشياء مؤقتة : وقت - يوم – حفلة – رحلة . .
ج – مقادير : ملح – دقيق – هواء – ماء ..
        فإذا وردت في سياق لغوي مع كلمة " رجل " كانت تعني الناحية الخلقية ، وإذا وردت وصفًا لطبيب – مثلا – كانت تعني التفوق في الأداء ( وليس الناحية الأخلاقية ) . وإذا وردت وصفًا للمقادير كان معناها الصفاء والنقاوة .
        كذلك يمكن التمثيل للسياق اللغوي بكلمة " ناعم " التي تأتي في سياقات لغوية متنوعة وصفًا لـ :
        أ –  المعيشة
        ب –  أشخاص ، رجل ، وامرأة
        ج -  أصوات
        د –  ملبوسات 
        هـ - مطحونات
        فإذا وردت في سياق لغوي مع كلمة معيشة كقولنا عيشة فلان ناعمة دلت على الترف ، وإذا وردت في سياق لغوي مع كلمة " رجل "  " رجل ناعم " دلت حسن التخلص في المواقف الصعبة ، وإذا وردت وصفًا لامرأة دلت على صفة محببة فيها ، وإذا وردت في سياق لغوي وصفًا للصوت " صوت ناعم " دلت على لون من ألوان الأداء اللغوي . ([169])
وإذا وردت وصفًا للملابس " ثوب ناعم " دلت على نعومة في الملمس ، وإذا وردت وصفًا لمطحون " دقيق ناعم " دلت على جودة الطحن .
        كذلك يمكن التمثيل للسياق اللغوي من الفصحى المعاصرة بكلمة :
" بارد " التي تأتى وصفًُا لـ :
        أ – للطقس
        ب – للأطعمة
        د – للطبع
        فإذا وردت في سياق لغوي وصفًا للطقس كأن نقول : الجو بارد دلت على الصقيع ، وإذا وردت في سياق لغوي وصفًا للأطعمة كأن نقول طعام بارد دلت على عكس الطعام السخن ؛ أي الحار ، وإذا وردت في سياق لغوي وصفًا للطبع كأن نقول فلان طبعه بارد دلت على الهدوء وعدم الانفعال . 
        كذلك يمكن التمثيل للسياق اللغوي بالفعل " ضرب " الذي يختلف معناه تبعًا لتنوع الفاعل والمفعول ومتعلقات الفعل . ففي " ضرب الله مثلا " يكون المعنى أورد الله مثلا . وفي مثل " وإذا ضربتم في الأرض " يكون المعنى سرتم فيها . وفي مثل " ضربنا على آذانهم " يكون المعنى غطينا سمعهم .  ([170]) وفي مثل " ضرب الجندي العدو " يكون المعنى قضى عليه ، وفي مثل " ضرب الرجل زوجه " يكون الضرب غير مؤلم _ إذا التزم السنة _ ، وفي مثل ضرب الرجل ولده " يكون المعنى أدَّبه ، وفي مثل " ضرب أخماسًا في أسداس " يكون المعنى وقع في حيرة من أمره ، وفي مثل " ضرب خمسة في ستة " يكون أجرى عملية حسابية . وفي مثل ضرب الشيء بالشيء : خلطه ومزجه ، وفي مثل ضرب أكباد الإبل : قطع مسافات كبيرة في السفر ، وفي مثل ضرب الرقم القياسي : تفوق ، وفي مثل ضرب به عُرض الحائط : أهمله ، وفي مثل ضرب صفحًا عنه : أهمله ، وفي مثل ضرب رقبته : قطع عنقه ، وفي مثل ضرب عصفورين بحجر : حقق هدفين بعمل واحد ، وفي مثل ضرب على الوتر الحساس : عالج قضية حساسة ، وفي مثل ضرب في الأرض : سار في طلب الرزق ، وفي مثل ضرب كفًّا على كف : تعجب ، وفي مثل ضرب له موعدًا : حدد له موعدًا . ([171])
        وكذلك يمكن التمثيل للسياق اللغوي بالفعل : " حصد " فإنه تتنوع معانيه بتنوع الجمل الواقعة فيه فمثلا إذا قلنا : حصد الفلاح الزرع كان معنى الفعل هو القطع و الجمع ، وإذا قلنا حصدت الحرب العدو كان المعنى قتلتهم ، وإذا قلنا حصد اللاعب الجوائز كان المعنى حصل عليها .
        وقد أضاف فيرث إلى عناصر تحليل السياق اللغوي ما يُعرف باسم الرصف أو النظم collocation . وتشير الأمثلة التي ذكرها فيرث لهذا المصطلح إلى أن المراد به الورود المتوقع أو المعتاد لكلمة ما مع ما يناسبها أو يتلاءم معها من الكلمات الأخرى في سياق لغوي ما . ومن أمثلة ذلك البقرة مع اللبن والليل مع الظلمة . ([172]) ويمكن التمثيل للرصف أيضًا بكلمة " منصهر " فإنها ترتبط بمجموعة الكلمات حديد – نحاس – ذهب – فضة ..  ، وليس مع " جلد " – مثلا – لعدم تلاؤمه مع الانصهار ، والدليل الذي يثبت ذلك هو أن المعادن تتقاسم عددًا من الترابطات كالصلابة والثقل والبريق والبرودة، .. التي لا توجد في الجلد إنما يوجد فيه من الصفات ما يخالفها نحو الخفة والليونة وانطفاء اللون  . ([173])
وهناك من عد الرصف نظرية مستقلة ، يقول ullmann :
" هناك تطور هام للمفهوم العملي للمعنى تمثل في دراسة طرق الرصف أو النظم collocations وهو ما ركز عليه فيرث وأتباعه " . ([174])
ويطلق على الرصف اسم مصطلح التحليل الرصفي ، وتتضح أهميته في تحديد المعنى المعجمي المراد لأنه يوقفنا على التجمعات التي ترد فيها الكلمات أو ، بعبارة أخرى ، معرفة السياقات اللغوية التي يحتمل استخدامها فيها . ويشبه ذلك إلى حد كبير ما يُعرف عند علماء التفسير باسم الوجوه ( الأشباه ) والنظائر في القرآن الكريم حيث يُستعمل اللفظ الواحد في سياقات عديدة بمعان مختلفة . ([175])
2 – السياق العاطفي emotional context ويُقصد به ما يتعلق بالمتكلم وانفعالاته . وهو يحدد درجة القوة والضعف في الانفعال ، مما يقتضي تأكيدًا أو مبالغة أو اعتدالا . فكلمة " يكره " العربية غير كلمة " يبغض " رغم اشتراكهما في أصل المعنى . ([176]) وكلمة " بخيل " غير كلمة " شحيح " رغم اشتراكهما في أصل المعنى ، فالشحيح بخيل ويزيد على ذلك شدة في البخل تصل لدرجة بخله على نفسه . قال الله – تعالى - : } وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{[الحشر:من الآية9]  و " النضح " غير " النضخ " مع اشتراكهما في أصل المعنى وهو سيلان الماء ، فالنضح يكون برفق وبالخاء يكون بقوة .قال الله - سبحانه - : } فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ{ [الرحمن:66]  ، وكلمة " القبض " غير كلمة " القبص " مع اشتراكهما في أصل المعنى أيضًا ، فالقبض يكون بجميع الكف والقبص بأطراف الأصابع . قال الله – تعالى - : } فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ { [ طـه: من الآية96] وقرئ : " فقبصت قبصة بالصاد المهملة . ([177])
        3– سياق الموقف   situational context. و يعني الموقف الخارجي الذي يمكن أن تقع فيه الكلمة ، أو السياق الذي جرى في إطاره التفاهم بين شخصين ، ويشمل : كلام المشاركين أو الحدث الكلامي الصادر عنهم ، وزمن المحادثة ، ومكانها ، والحدث غير الكلامي عند المشاركين ، أي أفعالهم وسلوكهم وتصرفاتهم أثناء الكلام  ، والقيم المشتركة بينهم ، والكلام السابق للمحادثة . ([178]) مثال ذلك استعمال كلمة " يرحم " في مقام تشميت العاطس : " يرحمك الله "
( البدء بالفعل ) وفي مقام الترحم بعد الموت : " الله يرحمه " ( البدء بالاسم ) . فالأولى تعني طلب الرحمة في الدنيا ، والثانية طلب الرحمة في الآخرة . وقد دل على هذا سياق الموقف إلى جانب السياق اللغوي المتمثل في التقديم والتأخير . ([179])
      ومن أمثلة سياق الموقف أننا إذا سمعنا شخصًا يقول لصاحبه :
" مبروك " فهمنا من ذلك أن الأمر يتعلق بحدث سعيد أو أنباء سارة حلت بالمخاطب ، وإذا سمعنا شخصًا يقول لآخر : " عظَّم الله أجرك " علمنا أنه في موقف عزاء لموت عزيز عليه ، وإذا سمعناه يقول لشخص آخر : " كل عام وأنت بخير " علمنا أن الأمر يتعلق بمناسبة سعيدة .
        إن هذه العبارات وأمثالها قد صارت مرتبطة بسياق ما لا تفارقه ، مع أن كثيرًا منها لا تدل ألفاظه – من حيث دلالتها المعجمية – على هذا المعنى أو ذاك ، فعبارة مثل : " عظَّم الله أجرك " إذا فُرِّغت من سياق الموقف فإنها لن تدل على أكثر من الدعاء له بتكثير الأجر من الله – تعالى - ، ومثل ذلك في عبارة : " كل عام وأنت بخير " فإنها إذا فرِّغت من سياق الموقف فلن تدل على أكثر من الدعاء له بالخير في كل أيامه . ([180])
ولا تتوقف وظيفة سياق الموقف على بيان معاني المفردات بل يؤدي دورًا مهمًّا في فهم معاني الجمل كالعبارات السابقة . وقد عقد ابن فارس في كتابه الصاحبي بابًا بعنوان : " باب معاني الكلام " يمكن من خلال النظر فيه معرفة مدى أثر هذا النوع من أنواع السياق في فهم معاني الجمل .
قال ابن فارس : والمعاني التي يحتملها الخبر كثيرة :
فمنها التعجب نحو : " ما أحسن زيدًا " .
والتمني نحو : " ودِدتك عندنا " .
والإنكار نحو : " ما له عليَّ حق " .
والنفي نحو : " لا بأس عليك " .
والأمر نحو قوله– جل ثناؤه - : } وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ {[البقرة: من الآية228] ([181]) قال النسفي : " وإخراج الأمر في صورة الخبر تأكيد للأمر وإشعار بأنه مما يجب أن يُتلقى بالمسارعة إلى امتثاله ، فكأنهن امتثلن الأمر بالتربص فهو يخبر عنه موجودًا ، ونحوه في الدعاء : رحمك الله أخرج في صورة الخبر ثقة بالاستجابة كأنما وجدت الرحمة فهو يخبر عنها " . ([182])
والنهي نحو قوله : } لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ { [الواقعة:79]
وربما كان اللفظ خبرًا والمعنى شرطًا وجزاءً ، نحو قوله :
 } إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُون َ{ [الدخان:15] فظاهره خبر والمعنى : إنا إن نكشف عنكم العذاب تعودوا .
        ومثله : } الطَّلاقُ مَرَّتَانِ { [البقرة: من الآية229] والمعنى : من طلق امرأته مرتين فليمسكها بعدهما بمعروف أو يُسرحها بإحسان . ويكون اللفظ خبرًا والمعنى دعاءً وطلبًا نحو : } إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ { [الفاتحة:5] معناه فأعنا على عبادتك . ويقول القائل : " استغفر الله " والمعنى : اللهم اغفر ْ قال الله – جل ثناؤه - : } قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ { [يوسف: من الآية92]  . ([183]) ويسمي بعض العلماء هذا اللون من ألوان السياق بسياق الموقف أو سياق الحال . ([184])
ويُعد سياق الموقف أو سياق الحال أهم أنواع السياق ، ومن أجل ذلك عده بعض العلماء نظرية وحده فقد أشار عبده الراجحي إليه على أنه نظرية فقال : " نظرية سياق الحال " ، وقال " وهي نظرية تستحق شيئًا من الحديث المفصل لأنها تمثل الآن ركنًا من أركان الدرس اللغوي " . ([185])
ويذكر إبراهيم أبو سكين أن لدلالة سياق الحال ثلاث ركائز أساسية هي : حال المتكلم ، وحال السامع ، والظروف والملابسات المحيطة بالكلام . ([186])
ولما كان لسياق الحال هذه الأهمية كان من اللازم الوقوف مع عناصره وتحليلها والتطبيق عليها من الفصحى المعاصرة .
أ – حال المتكلم
إن لحال المتكلم وما يتصل به من حيث شخصيته ، ومكانته الاجتماعية ، وثقافته ، وعقيدته دورًا بارزًا في تحديد المعنى ، ولذلك فإن دلالة الكلمة تختلف باختلاف المتكلم ، لأن كل متكلم تحيطه ظروف حالية خاصة ، فكلمة " العائلة " تعني عند المتكلم الريفي مئات الأفراد = القبيلة ، ونفس الكلمة عند المتحدث المنتمي لمجتمع مدني تعني الأسرة الصغيرة = أهل منزله من والد ، ووالدة ، وأخ ، وأخت . " فالعنصر الفعال في تحديد الدلالة هنا هو عنصر المتكلم ( انتماؤه الاجتماعي ) .
وكذلك يختلف الكلام من الحقيقة إلى المجاز ، والعكس باختلاف المتكلم ( عقيدته ) فمثلا جملة : " أهلكنا الدهر " إذا قالها مسلم كانت من قبيل المجاز ، وإذا قالها دهري كانت حقيقة . ([187])
ب – حال السامع
للسامع دو مهم في تحديد المعنى حتى إن بعض علماء البلاغة يرون أن العامل الأساس في انتقال المعنى من الحقيقة إلى المجاز هو التقبل الذي تصادفه هذه المعاني المجازية من المستمعين الذين يصيرون بدورهم متكلمين بهذا المجاز فيما بعد فيسهمون في انتشاره . ([188])
        وقد أشار سيبويه إلى حال المستمع من حيث علمه بكلام المتحدث لأي شيء وضع باعتبار هذه علة لحذف جواب الشرط فقال : سألت الخليل عن قوله – تعالى – ( حَتَّى إذَا جَاءوهَا وَفُتِحَتْ أبْوَبُهَا ) أين جوابها ؟ وعن قوله – جل وعلا - : ( وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ ) ، ( وَلَوْ تَرَى إذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ ) فقال : إن العرب قد تترك في مثل هذا الخبر ( الجواب ) في كلامهم لعلم المُخْبَر لأي شيءٍ وضع هذا الكلام . ([189]) 
        ولو أن الخطاب وجه إلى مستمع غير عالم بالجواب لصرح له بالكلام المحذوف ، فعلم المستمع يغني عن التصريح بما يعلم . وأمثلة ذلك كثيرة منها ما ذُكر في أسباب حذف الفاعل ، فقد قيل إن الفاعل يحذف للعلم به مثل : خُلقت السماوات والأرض في ستة أيام ، وأمثلة ذلك كثيرة في النحو وفي البلاغة .
        وممن أشار إلى ذلك المبرد الذي قال : فأما حذف الخبر فمعروف جيد ومن ذلك قوله : } وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أ َفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ { [الرعد:31] فقد ذكر أن خبره ( جوابه ) عند المفسرين ، لكان هذا القرآن وذكر أنه لا يجوز الحذف حتى يكون المحذوف معلومًا بما يدل عليه من مقدم خبر أو مشاهدة حال . ([190])
        ج – الظروف والملابسات المحيطة بالكلام .
        تشمل هذه النقطة عدة أمور منها :
        أولا : المكان
        يمثل المكان عنصرًا هامًا من عناصر تحديد الدلالة في السياق الموقفي أو سياق الحال ، فقد تختلف الكلمة في الدلالة من مكان لآخر ، مثال ذلك في الفصحى المعاصرة كلمة " جرار " فهي في مصر تدل على إحدى آلات الزراعة ، وتدل أيضًا على القاطرة ، وفي العربية السعودية تدل على معنًى وضيع جدًّا . وكلمة " وَرِع " تدل في اللهجة المصرية على التقي ، وفي السعودية تدل على الولد الصغير . وكلمة " العميل " فهي في عربية مصر بمعنى الجاسوس ، وفي عربية السعودية بمعنى الزبون الذي يتردد على صاحب العمل في متجره وحانوته .
        ثانيًا : أثر الحدث الكلامي على السامع
        يتوقف أثر الحدث الكلامي على السامع على قوة وقعه على مستقبله  ولم يثبت التاريخ أثرًا لحديث كلامي أشد وقعًا وأعظم توجيهًا أكثر مما أثبت لأثر كلام الله – تعالى – على نبيه والمسلمين في عهده ، وكلام نبيه – صلى الله عليه وسلم في المسلمين خاصة الصحابة – رضي الله عنهم – وليس ببعيد منا قول الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم - : " شيبتني هود وأخواتها " . ([191]) 
        ويجلي لنا القرطبي قوة الوقع فيقول : " وأما سورة هود فلما ذكر الأمم وما حل بهم من عاجل بأس الله – تعالى - ، فأهل اليقين إذا تلوها تراءى على قلوبهم من ملكه وسلطانه ولحظاته البطش بأعدائه فلو ماتوا من الفزع لحق لهم " . ([192]) 
        ويمكن التمثيل بأثر الحدث الكلامي على السامع من الفصحى المعاصرة بما تفعله نشرات الأخبار وما يُذاع منها من أحداث مؤسفة تقع على العالم الإسلامي كل يوم ، فمما لا شك فيه أن هذه الأخبار تقع كالصاعقة على سمع المسلم الذي يهمه أمر المسلمين ، وإلا ينطبق عليه قول المصطفى – صلى الله عليه وسلم - : " من لم يهمه أمر المسلمين فهو ليس منهم " .
ثالثًا : الحركات الجسمية
        لهذه الحركات أثر واضح في توجيه المعنى في سياق الموقف أو سياق الحال ، فمما لاشك فيه أن هناك تفاعلا متبادلا بين الحركة الجسمية باعتبارها علامة singne ومدلولها بحيث يستدعي كل منهما الآخر من جانب ، وأن بين الحركة الجسمية وبين سياق الحال ارتباطًا وثيقًا من جانب آخر بحيث يستدعي سياق الحال حركة جسمية معينة لتعطي دلالة معينة تناسب مقتضى الحال . ([193])
ويسمي تمام حسان هذه الحركات الرموز ويقسمها باعتبار الحاسة إلى خمسة أقسام هي :
أ – رموز لمسية وهي كل ملموس له معنى خاص مثال ذلك أنك إذا تكلمت عن فلان الجالس بالقرب منك وأنت لا تراه ، فإن صديقك الذي يستمع إليك ويراه دونك سيغمزك ، وستفهم أنت أن هذه الغمزة لها معنى وأن معناها بالتحديد هو التحذير من الاستمرار في هذا الكلام .
ب – الرمز الذوقي ، وهو كل مذوق له معنى خاص فمذاق الطعام المطبوخ يدل على نضجه وعدم نضجه ، وقد تصطلح العروس مع ولي أمرها على فهم معنى قبول من جاء يخطبها بالقهوة الحلوة ، وعلى فهم رفضها إياه بالقهوة بلا سكر ، فترصد لولي أمرها فنجانًا خاصًا له طعم رمزي .
ج – رمز شمي وهو كل رائحة تُشم يقصد بها معنى معين ، ومثال ذلك أن تصطلح عصابة من العصابات على التطيب برائحة خاصة إذا شمها المرء في أي شخص عرف أنه من العصابة . ومثال ذلك أيضًا الإخبار عن نوع الطعام عن طريق الشم .
د – رمز سمعي وهو كل مسموع مقصود به معنى معين فصوت بوق السيارة رمز سمعي مقصود به وجوب الحذر من اصطدام ممكن .
هـ – الرمز البصري ، وهو كل مرئي مقصود به معنى معين كإشارت المرور الضوئية . ([194])
4– السياق الثقافي  cultural context وهو ذلك السياق الذي يتضمن قائمة بالفوارق الاجتماعية والسمات الشخصية والثقافية للمتحدث والمتحدث إليه ودور كل منهما في المجتمع . وقد عده البركاوي من السياق اللغوي . ([195])
ويقتضي السياق الثقافي تحديد المحيط الثقافي أو الاجتماعي الذي يمكن أن تستخدم فيه الكلمة . ([196])
        ويمكن التمثيل لهذا النوع من أنواع السياق في الفصحى المعاصرة بكلمة " حقل " فهي عند طبقة الفلاحين يراد بها مكان الزراعة ، وعند طبقة المشتغلين باستخراج النفط يراد بها المكان الذي به أكثر من بئر لاستخراج النفط ، وعند الأطباء يراد بها المجال أو التخصص . وعند اللغويين يراد بها المجال ، مثل الحقل الدلالي .
        ومثال آخر من الفصحى المعاصرة كلمة " الرسالة " ، فهي عند المهتمين بالدوريات العربية تعني مجلة الرسالة التي أصدرها أحمد حسن الزيات ، وعند المشتغلين بالبريد تعني الخطاب ، وعند المشتغلين بالتخليص الجمركي تعني شحنة البضائع ، وعند علماء العقيدة تعني الديانة .
        ومثال ثالث وهو كلمة " العقد " فهي عند المأذونين الشرعيين عقد النكاح ، وعند المالك والمستأجر عقد الإيجار أو عقد التمليك ، وعقد العمل في مجال الوظائف ، والعقد بمعنى الاتفاق في قولنا : العقد شريعة المتعاقدين .
        ومثال رابع كلمة " الجريدة ، فهي عند الفلاحين سعف النخلة وجمعها جريد . ([197]) وعند المثقفين الصحيفة اليومية ، وعند المشتغلين بالقضاء مسودة الحكم .
نظرية السياق في عيون العلماء
لاقت نظرية السياق اهتمامًا من العلماء نظرًا لموضوعيتها واقتصارها على اللغة دون الخروج منها إلى مناهج أخرى غريبة عنها . ولقيمة هذه النظرية قال عنها عبد الرحمن أيوب : " ودراسة المعنى من وجهة نظر اللغة لا تتوفر إلا في نظرية التلازم التي قام بها الأستاذ الإنجليزي فيرث " . ([198])
ومع هذه المنزلة والتقدير لهذه النظرية لم تسلم من النقد فقد أخذ لاينز lyons على فيرثfirth  في هذه النظرية أنه لم يدع مجالا لفكرة علاقات المعنى التي تضبط مجموعة المفردات المعجمية مثل علاقة التضمين والتضاد والعكس والترادف ، كما أنه لم يترك أيضًا مجالا لفكرة الإشارة مع أن الإشارة والمعنى مما يغطيان الجزء الأكبر لما يفهم من كلمة معنى عادة عندما يُسأل المرء ما هو معنى الكلمة ( س ) ؟ مثلا . ومن الواضح أن فيرث firth  لا يمكنه أن يدعي بطريقة مقبولة أنه أمدنا بنظرية شاملة للمعنى . ([199])
كما ذكر بعض الدارسين أن المعنى الصادر عن السياق ليس من صنع السياق وحده حتى ينسب إليه ، فالمعنى المعجمي إنما هو في المقام الأول معنى إفرادي ، وذلك أن دور السياق لا يتجاوز إقصاء بقية الدلالات التي تكمن في الكلمة المعينة وإبعادها بحيث ترجح دلالة واحدة للكلمة والمرجح في ذلك هو السياق .
ومن هنا حق لنا القول : إن الكلمة عندما توضع في سياقات مختلفة ليست كالماء الذي يخضع لونه للون إنائه ، وإنما هي كالحرباء التي تتلون بلون المكان الذي تحل فيه ، أي أن الكلمة أشبه بالحرباء ، تمتلك إمكانيات معينة كل منها يبرز في موضعه المناسب وليست كالماء الذي لا يملك شيئًا من تلك الإمكانات وإنما يخضع لما يفرض عليه من الخارج . ([200])
وعلى أية حال مهما وجه للنظرية السياقية من نقد فقد أثبت مكانتها بصفتها واحدة من أهم نظريات التحليل الدلالي التي تعين على فهم معاني النصوص . وقد بدأت هذه النظرية تؤتي ثمارها من الناحية التطبيقية ، ففي اللغة العربية ظهر المعجم السياقي للتعبيرات الاصطلاحية من إعداد محمود إسماعيل صيني ، ومختار الطاهر حسين ، وسيد عوض الكريم الدوش . ([201]) وهذا المعجم وإن كان صغير الحجم يُعد أساسًا يمكن البناء عليه لإعداد معجم شامل للمعاني السياقية للعربية .
ومن الأمثلة التي أوردها هذا المعجم الفعل " يقع " حيث ذكر من معانيه :
يقع في كذا : يشتمل على مثل يقع المقال في خمسين صفحة .
يقع في : يُوجد مثل يقع فندق الشرق في وسط المدينة .
يقع تحت طائلة القانون : يخضع للقانون .([202]) 


مصادر البحث ومراجعه
القرآن الكريم
* أبعاد العربية ، فالح شبيب العجمي ط 1 مطابع الناشر العربي الرياض
   1994 م .
* الاتجاه الوظيفي ودوره في تحليل اللغة ، يحيى أحمد بحث منشور
   في مجلة عالم الفكر – الكويت العدد 3 مج 20 أكتوبر –  ديسمبر
  1989 م .
* الإحكام في أصول الأحكام للإمام علي بن محمد الآمدي تعليق عبد
  الرزاق عفيفي ط 2 المكتب الإسلامي بيروت 1402 هـ .
* أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكتاب والإذاعيين ، أحمد مختار
  عمر ط 2 عالم الكتب 1993 م .
* أسس علم اللغة ، ماريوپاي ترجمة أحمد مختار عمر ط 8 عالم
   الكتب 1998 م .
* أصول الدين للإمام أبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي ط
   دار صادر بيروت د ت ، مصورة عن ط استنبول مطبعة الدولة
   1346 هـ / 1928 م .
* ألفاظ الخصوص والعموم دراسة تفصيلية لغوية ، سمير أحمد عبد
   الجواد ط المطبعة الفنية 1986 م .
* الألفاظ المشتركة في العربية ، أمين محمد فاخر ج 1 ط 1  / 1983 م .
* البيان والتبيين للجاحظ تح عبد السلام محمد هارون ط 4 الخانجي د ت.
* التحليل الدلالي إجراءاته ومناهجه ، كريم زكي حسام الدين ط دار غريب  
   2000 م .
* التراث المجمعي في خمسين  عامًا إبراهيم الترزي ط سميركو للطباعة
   والنشر د ت .
* التعريفات لأبي الحسن علي بن محمد بن علي الجرجاني المعروف
   بالسيد الشريف ط وزارة الثقافة بغداد د ت .
* تعميم الدلالة في ألفاظ الإبل ، عبد الرزاق فراج الصاعدي ، بحث
  منشور في مجلة الدارة السعودية العدد الأول السنة الثالثة والعشرين
   محرم 1418 هـ .
* التفسير الكبير للإمام الفخر الرازي ط 3 دار إحياء التراث العربي
  بيروت د ت .
* تفسير النسفي للإمام أبي البركات عبد الله بن أحمد بن محمود
  النسفي  ط دار الفكر د ت
* تنمية اللغة العربية في العصر الحديث ، إبراهيم السامرائي ط معهد
   البحوث والدراسات العربية ، جامعة الدول العربية 1973 م .
* الجامع لأحكام القرآن للإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري
   القرطبي ط 1 دار الكتب العلمية بيروت 1988 م .
* الحقول الدلالية الصرفية للأفعال العربية ، سليمان فياض ط دار
   المريخ بالرياض / السعودية 1410 هـ / 1990 م .
* الخصائص لأبي الفتح عثمان بن جني تح محمد علي النجار ط
   2 دار الهدى بيروت د ت .
* دراسات في دلالة الألفاظ والمعاجم اللغوية ، عبد الفتاح البركاوي ط
   2 / 2004 م .
* دراسات في العربية وتاريخها للشيخ الإمام محمد الخضر حسين ط
  2 المكتب الإسلامي ، ومكتبة دار الفتح دمشق 1960 م .
* دراسات في علم المعنى السيمانتيك ، كمال بشر ط 1985 م .
* دراسة المعنى عن الأصوليين " علماء أصول الفقه " ، طاهر سليمان
   حمودة ط 1998 م .
* دلائل الإعجاز للإمام عبد القاهر الجرجاني قرأه وعلق عليه أبو فهر
    محمود محمد شاكر ط الخانجي د ت .
* دلالة الألفاظ ، إبراهيم أنيس ط 3 مكتبة الأنجلو 1976 م
* دلالة الألفاظ عند الأصوليين دراسة بيانية ناقدة ، محمود توفيق
   محمد سعد ط 1 مطبعة الأمانة 1987 م .
* الدلالة بين السلب والإيجاب ، إبراهيم السامرائي ، بحث منشور في
   مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة الجزء الثالث والسبعين نوفمبر
   1993 م .
* دلالة السياق بين التراث وعلم اللغة الحديث ، عبد الفتاح البركاوي
   ط 1 دار المنار 1991 م .
* الدلالة عند ابن جني ، عبد الكريم مجاهد عبد الرحمن ، بحث
   منشور في مجلة الدارة السعودية العدد الأول من السنة التاسعة شوال
   1403 هـ / يوليو 1983 م .
* الدلالة اللغوية عند العرب ، عبد الكريم مجاهد ط دار الضياء
   يالأُردن د ت .
* دور الكلمة في اللغة ستيفن أولمان ترجمة كمال بشر ط 10
   مكتبة الشباب 1986 م .
* رأي في التفكير المنهجي عند عبد القاهر الجرجاني أحمد
   حمدي الخولي ، بحث منشور في مجلة الدارة السعودية العدد
   الرابع السنة الثامنة رجب 1403 هـ / إبريل 1983 م .
* شذا العرف في فن الصرف للشيخ أحمد الحملاوي ط مكتبة الآداب
   د  ت .
* شذرات من علم اللغة ، شعبان عبد العظيم عبد الرحمن ط مطبعة
  حسان د ت .
* الصاحبي في فقه اللغة وسنن العربية لابن فارس تح السيد أحمد     
  صقر ط الحلبي د ت .
* ضوابط التوارد ، تمام حسان ، بحث منشور في مجلة مجمع   
   اللغة العربية بالقاهرة الجزء 58 .
* ظاهرة الابتذال في اللغة والنقد ، محمد علي رزق الخفاجي ط1
   الدار الفنية 1986 م .
* العربية تاريخ وتطور ، إبراهيم السامرائي ط 1 مكتبة المعارف
   بيروت 1993 م .
* العربية الفصحى لغة التعبير الإعلامي ، عبد العزيز محمد  شرف ،
    بحث منشور في مجلة الدارة السعودية العدد الأول من السنة الثامنة
    شوال 1402 هـ / يوليو 1982 م .
* علم الدلالة ، أحمد مختار عمر ط 4 عالم الكتب 1993 م .
* علم الدلالة ، جون لاينز ترجمة مجيد عبد الحليم الماشطة ، و حليم
  حسن فالح ، وكاظم حسين باقر ط جامعة البصرة بالعراق 1980 م
* علم الدلالة دراسة نظرية وتطبيقية ، فريد عوض حيدر ط 1 مكتبة
   الآداب 2005 م .
* علم الدلالة العربي النظرية والتطبيق ، فايز الداية ط 1 دار الفكر
   1985 م .
* علم الدلالة المقارن   حازم علي كمال الدين ط  مكتبة الآداب د ت .
* علم الدلالة نشأة وتطورًا ، محمد عبد الحفيظ العريان ط 2 /
   2003 م .
* علم الصوتيات ، عبد الله ربيع محمود ، وعبد العزيز أحمد علام
    ط مصورة عن ط 2 مكتبة الطالب الجامعي مكة المكرمة 1988 م
* علم  اللغة ، إبراهيم محمد أبو سكين ط دار الزهراء للطباعة
   1999م .
* علم اللغة العام أسسه ومناهجه ، عبد الله ربيع محمود ط 2 / 1998
* علم اللغة مقدمة للقارئ العربي ، محمود السعران ط دار المعارف
   1962 م ، ونسخة أخرى ط دار النهضة العربية بيروت د ت .
* العين للخليل بن أحمد تح عبد الحميد هنداوي ط 1 دار الكتب العلمية  
   بيروت 2002 م .
* الفروق في اللغة لأبي هلال العسكري ط 5 دار الآفاق الجديدة
   بيروت 1983 م .
* فصول في علم الدلالة ، فريد عوض حيدر ط 1 مكتبة الآداب
    2005 م .
* في الدلالة اللغوية ، عبد الفتاح البركاوي ط 3 / 2003 م .
* في علم الدلالة ، محمد سعد محمد ط1 مكتبة زهراء الشرق بالقاهرة
   2002 م .
* في علم اللغة العام ، عبد الصبور شاهين ط 6 مؤسسة الرسالة
   بيروت 1993 م .
* قضية التحول إلى الفصحى في العالم العربي الحديث ، نهاد الموسى
  ط 1 دار الفكر الأردن 1987 م .
* الكتاب لسيبويه تح عبد السلام محمد هارون ط 3 الخانجي 1988 م
* الكلمة دراسة لغوية معجمية ، حلمي خليل ط 2 دار المعرفة
   الجامعية 1992 م .
* اللغة بين المعيارية والوصفية ، تمام حسان ط عالم الكتب 2001 م
* اللغة العربية كائن حي جرجي زيدان ط دار الهلال د ت .
* اللغة العربية معناها ومبناها ، تمام حسان ط 4 عالم الكتب 2004 م
* اللغة ودلالاتها تقريب تداولي للمصطلح البلاغي ، محمد سويتري ،
   بحث في مجلة عالم الفكر الكويت العدد 3 مج 28 يناير – مارس
   2003 م .
* اللغة والدلالة آراء ونظريات ، عدنان بن ذريل ط اتحاد الكتاب
  العرب سوريا 1981 م .
* اللغة والمجتمع رأي ومنهج ، محمود السعران ط دار المعارف
    بالإسكندرية 1963 م .
* مدارس اللسانيات ، التسابق والتطور تأليف جفري سامسون ترجمة
     محمد زياد كبة ط جامعة الملك سعود بالرياض 1417 هـ .
* المزهر في علوم اللغة وأنواعها لجلال الدين السيوطي تح  محمد
   أحمد جاد المولى ورفيقيه ط 3 دار التراث بالقاهرة د ت . ونسخة
   أُخرى ضبطها فؤاد علي منصور ط 1 دار الكتب العلمية بيروت 
   1998 م .
* المستوى اللغوي للفصحى واللهجات ، محمد عيد ط عالم الكتب د ت
* مستويات التحليل اللغوي دراسة نظرية وتطبيقية في سورة الفاتحة
   عبد المنعم عبد الله حسن ط 1 مطبعة السعادة 1987 م .
* مستويات العربية المعاصرة في مصر ، السعيد محمد بدوي ط دار
   المعارف بمصر 1973 م .
* المصاحبة في التعبير اللغوي ، محمد حسن عبد العزيز ط دار
   الفكر العربي د ت .
* المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي لأحمد بن محمد بن
   علي المقري الفيومي ط دار الفكر د ت .
* المظاهر الطارئة على الفصحى ، محمد عيد ط عالم الكتب 1980 م
* معاني القرآن للأخفش سعيد بن مسعدة تح عبد الأمير محمد أمين
   ط 1 عالم الكتب بيروت 1985م .
* معجم ألفاظ الحضارة الحديثة ومصطلحات الفنون لمجمع اللغة
  العربية بالقاهرة ط المطابع الأميرية 1980 م .
* معجم ألفاظ القرآن الكريم لمجمع اللغة العربية بالقاهرة ط 2 1989   
   / 1990 م .
 *المعجم السياقي للتعبيرات الاصطلاحية ، محمود إسماعيل صيني ،
  ومختار الطاهر حسين ، وسيد عوض الكريم الدوش ط 1 مكتبة
  لبنان بيروت 1996 م .
* المعجم الوسيط ، قام بإخراجه إبراهيم مصطفى ، وأحمد حسن
   الزيات ، وحامد عبد القادر ، ومحمد على النجار ط مكتبة مصر
  1961 م . ونسخة أخرى ط دار الدعوة تركيا 1989 م .
* المعنى اللغوي دراسة عربية مؤصلة نظريًّا وتطبيقيًّا ، محمد حسن جبل  
   ط 1 مكتبة الآداب 2005 م .
* مقالات في اللغة والأدب ، تمام حسان ، الجزء الأول ط 1 عالم
   الكتب 2006 م
* مقاييس اللغة ، أحمد بن فارس تح عبد السلام محمد هارون ط 1
   الحلبي 1369 هـ . ونسخة أخرى تح شهاب الدين أبو عمر ط 1
   دار الفكر بيروت 1994 م .
* المقتضب للمبرد تح محمد عبد الخالق عضيمة ط عالم الكتب بيروت
   د ت
* مناهج البحث في اللغة ، تمام حسان ط دار الثقافة بالمغرب 1979 م
* مناهج البحث اللغوي عند العرب في ضوء علم اللغة الحديث
   كمال بشر ، بحث منشور في كتاب التراث العربي ، ط جمعية
   الأدباء بالقاهرة 1971 م .
* من التوارد في تفسير القرطبي ، علي إبراهيم محمد ، بحث منشور  
    في مجلة كلية اللغة العربية بالقاهرة العدد السابع عشر 1999 م .
 *من قضايا اللغة والنحو ، أحمد مختار عمر ط عالم الكتب 1974 م .
* المنطق الصوري والرياضي ، عبد الرحمن بدوي ط 4 وكالة
   المطبوعات بالكويت 1977 م .
* الموافقات في أصول الشريعة الإسلامية لأبي إسحاق إبراهيم بن
   موسى الشاطبي ط 2 المطبعة التجارية الكبرى 1975 م .
* نحو النص اتجاه جديد في الدرس النحوي ، أحمد عفيفي ط 1 مكتبة
   زهراء الشرق 2001 م .
* نظرات في دلالة الألفاظ ، عبد الحميد أبو سكين ط 1984 م .
* نظرات في فقه العربية ، محمد أحمد خاطر وآخرين ط 1987 م .
* نظرية الحقول الدلالية والمعاجم المعنوية عند العرب ، محمود
   جاد الرب  بحث منشور في مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة
   الجزء الحادي والسبعين جمادى الأولى 1413 هـ / نوفمبر
   1992 م .
* نظرية العلاقات أو النظم بين عبد القاهر الجرجاني والنقد العربي
   الحديث ، محمد نايل أحمد ط 1 دار المنار 1989 م .
* نظرية المقاصد عند الإمام محمد الطاهر بن عاشور ، إسماعيل
   الحَسَني ط 1 المعهد العالمي للفكر الإسلامي 1995 م .
* وصف اللغة العربية دلاليًّا في ضوء مفهوم الدلالة المركزية ،
   محمد محمد يونس علي منشورات جامعة الفاتح 1993 م . 


([1]) علم اللغة مقدمة للقارئ العربي  محمود السعران ص 286 . ط دار المعارف  1962 م
([2]  مقاييس اللغة ، لابن فارس تح عبد السلام هارون ( ن – ظ –  ر )  5 / 444. ط 1
        الحلبي 1369 هـ .
([3]  نظرية المقاصد عند الإمام محمد الطاهر بن عاشور ، إسماعيل الحسني  ص  25 ط
      1 المعهد العالمي للفكر الإسلامي 1995 م . نقلا عن : عبد  القاهر البغدادي ، أصول
      الدين ط 1 استنبول 1928 م . ص 16 . ويُنظر : أصول الدين للإمام أبي منصور
      عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي ص 16 ط دار صادر بيروت د ت مصورة عن
      ط استنبول مطبعة الدولة 1346 هـ / 1928 م .
([4]  الموافقات في أصول الشريعة الإسلامية لأبي إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي  3 /  
     89 . ط 2 المكتبة التجارية الكبرى 1975 م .
 ([5]) نظرية المقاصد عند الإمام محمد الطاهر بن عاشور ص 26 .
([6]) المعجم الوسيط ، قام بإخراجه إبراهيم مصطفى ورفقاؤه  ( ن – ظ – ر ) 2 / 940  ط
     مطبعة  مصر 1961 م .
([7]   للنظرية الفقهية أكثر من تعريف وردت هذه التعريفات في : نظرية  المقاصد عند
      الإمام محمد الطاهر بن عاشور ص 27 ، 28 .
([8])  اطلعت على طبعة دار المنار لهدا الكتاب وهي مؤرخة بسنة  1989 م .  وتقع  في
      خمس وتسعين صفحة من القطع التوسط .
([9]  علم اللغة إبراهيم أبو سكين ص 63 ط دار الزهراء 1999 م .
([10]  في الدلالة اللغوية عبد الفتاح البركاوي ص 45 ط 3 / 2003 م .
([11] علم الدلالة أحمد مختار عمر ص 79 ط عالم الكتب 1993 م . نقلا عن : semantic fields     ص 15 .
([12]) مستويات التحليل اللغوي دراسة نظرية وتحليلية في سورة الفاتحة عبد المنعم عبد الله
    حسن ص 14 ط 1 مطبعة السعادة 1987 م .
([13]) أسس علم اللغة ، ماريوباي ترجمة أحمد مختار عمر ص 43 ط 8 عالم الكتب
     1988 م .
([14]) علم اللغة إبراهيم أبو سكين ص 48 ط دار الزهراء 1999 م .
([15]) أسس علم اللغة ، ماريوباي ص 43 ، 44 .
([16]) محاضرات في علم اللغة عبد المنعم عبد الله حسن ص 158 ط مطبعة السامولي د ت
([17]) المقاييس لابن فارس تح شهاب الدين أبو عمر ( ف – ص – ح ) ص 838 ط 1 دار
     الفكر بيروت 1994 م .
([18]) المقاييس لابن فارس تح شهاب الدين أبو عمر ( ع – ص – ر ) ص 782 .
([19]) المعجم الوسيط ، قام بإخراجه إبراهيم مصطفى ورفقاؤه ( ع – ص – ر ) ص 604 ط
     دار الدعوة تركيا 1989 م .
([20]) قضية التحول إلى الفصحى في العالم العربي الحديث نهاد الموسى ص 28 ط 1 دار
     الفكر ، الأردن 1987 م .
([21]) يُنظر في مجالات استخدام الفصحى المعاصرة : الفصحى المعاصرة شوقي ضيف ،
     بحث منشور في مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة الجزء الحادي والأربعين ص 21 
     ،  وما بعدها . ويعتبر هذا العدد ملفًا كاملا عن الفصحى والعامية .
([22]) مستويات العربية المعاصرة في مصر السعيد محمد بدوي ص 99 ، 100 ط دار
     المعارف  بمصر 1973 م .
([23]) مستويات العربية المعاصرة السعيد بدوي ص 140 .
([24]) أخطاء اللغة العربية المعاصرة أحمد مختار عمر ص 76 ط 2 عالم الكتب 1993 م .
([25]) مستويات العربية المعاصرة  ص 141 ، 143 .
([26]) المقاييس لابن فارس تح شهاب الدين ( ش – ط – ر ) ص 526 .
([27]) ظاهرة الابتذال في اللغة والنقد محمد علي رزق الخفاجي ص 38 ط 1 الدار الفنية
    1986 م .
([28]) العربية تاريخ وتطور إبراهيم السامرائي ص 377 ، وما بعدها ط 1 مكتبة المعارف
     بيروت 1993 م . ويُنظر تنمية اللغة العربية في العصر الحديث إبراهيم السامرائي
    ص 59 ، وما بعدها ط معهد البحوث والدراسات العربية جامعة الدول العربية 1973 م
    ويُنظر اللغة العربية كائن حي جرجي زيدان ص 137 ط دار الهلال د ت .
 ([29])تنمية اللغة العربية  السامرائي ص 78 .
([30]) السابق ص 80 ، 82 .
([31]) العربية الحديثة مصطلح استعمله  فالح العجمي وفهمت من كلامه أنه يقصد بها اللغة العربية المرتبطة بتاريخ مصر الحديث . يقول : " اتخذت العربية الحديثة مسارات عدة في تشكيل أنظمتها واختلطت تلك المسارات في بعض خصائصها ... أهم هذه المسارات التي اتخذتها العربية في هذه الفترة هو العودة – خاصة في الصرف والنحو – إلى قواعد الكلاسيكية التي بقيت متونها وشروحها تدرس في مراكز الدرس اللغوي  طوال القرون التي جمدت فيها اللغة ... وكان أحد أهم أسباب هذه العودة الصدمة التي أحدثتها الحملة الفرنسية على مصر ، وانتشار التعليم الذي لقي دعمًا سياسيًا على يد  محمد علي الذي كان يرغب في التعليم التقني لكنه رافقه أيضًا تعليم في مختلف العلوم الإنسانية " . ويُنظر : أبعاد العربية فالح شبيب العجمي ص 184 ط1 مطابع الناشر العربي الرياض 1994 م .
([32]) اللغة والمجتمع رأي ومنهج محمود السعران ص 78 ط دار المعارف بالإسكندرية
     1963 م .
([33]) في علم اللغة العام عبد الصبور شاهين ص 256 بتصرف ط مؤسسة الرسالة بيروت
     1993 م .
([34]) بالنسبة لتحديد المستوى اللغوي يُنظر : المستوى اللغوي للفصحى واللهجات وللنثر والشعر محمد عيد ص 11، وما بعدها ط عالم الكتب د ت حيث حدد خمسة أسس لتحديد المستوى اللغوي وهي : مراعاة المستوى الاجتماعي لاستعمال اللغة ، ومطابقة العرف اللغوي لنظام صحة اللغة ، والاقتصار في اللغة على زمن خاص وبيئة خاصة ، واعتبار التطور في اللغة 0 والمستوى اللغوي نشاط للمتكلم يصفه الباحث . ولمزيد من المعلومات عن المستويات اللغوية  يُنظر ما يأتي :
            أ – بين العربية والفصحى ، عبد الرزاق البصير بحث في مجلة مجمع اللغة
                 العربية بالقاهرة ج   41 . مايو 1987 م .
            ب - بين اللغات العامية واللسان المدون الشاذلي القليبي بحث في مجلة مجمع
                  اللغة العربي  بالقاهرة ج 41 .
            ج – تاريخ الدعوة إلى العامية  وآثارها في مصر نفوسة زكريا السعيد ط دار
                 نشر الثقافة  بالإسكندرية  1964 م .
            د – تقريب العامية من الفصحى حسين علي محفوظ بحث في مجلة مجمع اللغة
                  العربية بالقاهرة ج 41 .
            هـ -  العربية الفصحى المعاصرة وأصولها التراثية  عباس السوسوة ط 1
                   دار غريب 2002 م . وقد اطلعت على عرض له للأستاذ الفضيل بن السعيد
                  بلعروسي على الشبكة العنكبوتية " الإنترنت " موقع :  www.google
                  Com / المعرفة .
و – العربية في تونس بين الفصحى والعامية  محمد الحبيب الخوجة بحث ====
     = في  مجلة مجمع اللغة  العربية بالقاهرة ج 41 .
            ز – الفصحى المعاصرة  شوقي ضيف بحث في مجلة مجمع اللغة العربية
                 بالقاهرة ج 41 .
            ح -  الفصحى ونظرية الفكر العامي  مرزوق بن صَنيتان ط 1  / 1986 م . 
            ط – قصة العامية في العراق  إبراهيم السامرائي بحث في مجلة مجمع اللغة
                    العربية بالقاهرة ج  41 .
            ي – قضية التحول إلى الفصحى في العالم العربي  نهاد الموسى ط 1 دار الفكر
                 بالأردن 1987
            ك -  مستويات الاستعمال في اللغة العربية  عبد الحفيظ عبد الغني سالم ط
                   2006 م .
ل – مستويات العربية المعاصرة   السعيد محمد بدوي .
            م – من قصة العامية في الشام سعيد الأفغاني بحث في مجلة مجمع اللغة العربية
                  بالقاهرة ج 41 .         
 ([35])مستويات العربية المعاصرة في مصر  السعيد محمد بدوي ص 89 .
([36]) علم اللغة العام أسسه ومناهجه  عبد الله ربيع محمود ص 174 ط 2 / 1419 هـ /
      1998 م .
([37]) مقاييس اللغة لابن فارس تح شهاب الدين أبو عمر ( ع – ن – ى ) ص 703 .
([38]) السابق ( ع – ن – ى ) ص 705 .
([39]) الصاحبي لابن فارس تح السيد أحمد صقر ص 313 ط الحلبي د ت .
([40] المعنى اللغوي  جبل ص 66 ، 67 نقلا عن الفروق لأبي هلال ص  25 ، وحاشية الشريف الجرجاني
      على قُطب الدين الرازي على الرسالة الشمسية ص 44 وينظر الفروق في اللغة لأبي هلال العسكري
      ص25 ط 5 دار الآفاق الجديدة بيروت 1983 م .
([41]) المقاييس ( ع – ن- ى ) ص 705 . ويُنظر العين للخليل بن أحمد تح عبد الله هنداوي
    ( ع – ن – ى ) 3 / 243 ط 1 دار الكتب العلمية بيروت 2002 م .
([42]) المصباح المنير للفيومي ( ع – ن – ى ) ص 434 ، 435 .
([43]) الصاحبي في فقه اللغة وسنن العربية لابن فارس تح السيد أحمد صقر ص 312 .
([44]) دراسات في دلالة الألفاظ والمعاجم اللغوية  عبد الفتاح البركاوي ص 33 نقلا عن
     البيان والتبيين للجاحظ 1 / 75 . وينظر البيان والتبيين تح هارون 1 / 75 .
([45]) المرجع السابق ص 33 .
([46]) المعنى اللغوي  جبل ص 68 ، وذكر فضيلته في الحاشية رقم " 1 " من هذه الصفحة
    أن هذه الصياغة مأخوذة من قول قطب الدين الرازي ( 766 هـ ) " المعاني هي الصور
    الذهنية من حيث وضع بإزائها الألفاظ " .
([47]) المعنى اللغوي  جبل ص 68 ، 70 بتصرف يسير .
([48]) وصف اللغة العربية دلاليًّا ، محمد يونس ص 79 ط جامعة الفاتح ليبيا 1993 م  
     نقلا عن التعريفات ص 116 . ويُنظر التعريفات لأبي الحسن علي بن محمد بن علي
     الجرجاني ص 122 ط وزارة الثقافة بغداد د ت .
([49]) المزهر لجلال الدين السيوطي تح محمد أحمد جاد المولى ورفيقيه 1 / 42 ط 3 دار
      التراث العربي بالقاهرة د ت .
([50]) وصف اللغة العربية دلاليًّا ص 80 نقلا عن معيار العلم 43 .
([51]) السابق ص 80 نقلا عن معيار العلم ص 44 .
([52]) السابق ص 81 .
([53]) وصف اللغة العربية دلاليًّا ص 81 ، 82 بتصرف .
([54]) السابق ص 83 .
([55]) اللغة والدلالة آراء ونظريات ، عدنان بن ذريل ص 45 ط اتحاد الكتاب العرب دمشق
     1981 م .
([56]) وصف اللغة العربية دلاليًّا ص 83 ، 84 بتصرف .
([57]) علم اللغة بين القديم والحديث  عبد الغفار هلال ص 336 ، 337 ط 3 / 1989 م .0
([58]) المعنى اللغوي  ، جبل ص 154 .
([59]) وصف اللغة العربية دلاليًّا ص 85 .
([60]) علم الدلالة ص 55 ، 56 .
([61]) علم الدلالة ص 56 .
([62]) المعنى اللغوي  جبل ص 155 .
([63]) علم الدلالة ص 56 .
([64]) وصف اللغة العربية دلاليًّا ص 94 .
([65]) علم الدلالة ص 57 .
([66]) المعنى اللغوي  جبل ص 154 .
([67]) السابق ص 154 .
([68]) علم الدلالة ص 58 .
([69]) السابق ص 58 .
([70]) اللغة والدلالة ، عدنان بن ذريل ص 132 .
([71]) علم الدلالة ص 59 .
([72]) اللغة والدلالة ، عدنان بن ذريل ص 132 .
([73]) وصف اللغة العربية دلاليًّا ص 96 .
([74]) علم اللغة مقدمة للقارئ العربي  محمود السعران ص 331 .
([75]) وصف اللغة العربية دلاليًّا ص 96 ، 97 . ويُنظر : علم اللغة د السعران ص 333 ،
    334 ، ودراسات في علم المعنى " السمانتيك " د كمال بشر ص 96 ـ 98 ط 1985 م
([76]) علم الدلالة ، عمر ص 62 ـ 65 بتصرف .
([77]) دور الكلمة في اللغة ستيفن أولمان ترجمة   كمال بشر ص 75 تعليق المترجم ط 10
     مكتبة الشباب 1986 م
([78]) المعنى اللغوي  جبل ص 156 .
([79]) السابق ص 164 .
([80]) دلالة السياق  عبد الفتاح البركاوي ص 39 نقلا عن : الدلالة والمعنى والسياق ص 13
    ، 14 ، 16 ، والصاحبي لابن فارس ص 312 . ويُنظر الصاحبي لابن فارس ص
     312 حيث عرف المعنى بأنه القصد والمراد وهذا يتناسب مع الأمر الأول .
([81]) المزهر للسيوطي ضبطه فؤاد علي منصور 1 / 281 ، 282 ط 1 دار الكتب العلمية
     بيروت  1998 م .
([82]) السابق 1 / 282 . وينظر الخصائص لابن جني تح محمد علي النجار  2 / 442 ط 2
      دار الهدى بيروت د ت .
([83]) دراسات في دلالة الألفاظ والمعاجم اللغوية  البركاوي ص 36 .
([84]) شذرات من علم اللغة  شعبان عبد العظيم عبد الرحمن ص 100 ط مطبعة حسان د ت .
([85]) دلائل الإعجاز للإمام عبد القاهر الجرجاني قرأه وعلق عليه أبو فهر محمود محمد
     شاكر ص 262 ط الخانجي د ت .
([86]) السابق ص 264 .
([87]) دلالة الألفاظ عند الأصوليين محمود توفيق ص 27 ط مطبعة الأمانة 1987 م .
([88]) الإحكام في أصول الأحكام للآمدي تعليق عبد الرزاق عفيفي مج 1 ج 1 / 15 ط 2
      المكتب الإسلامي بيروت 1402 هـ .
([89]) دراسات في العربية وتاريخها محمد الخضر حسين ص 134 ط 2 المكتب الإسلامي ،
     ومكتبة دار الفتح دمشق 1960 م .
([90]) المعنى اللغوي  جبل ص 170 ، 171 بتصرف .
([91]) مقالات في اللغة والأدب  تمام حسان 1 / 334 ط 1 عالم الكتب 2006 م .
([92]) المعنى اللغوي  جبل ص  ، 172 ، 173 ، وما بعدها .
([93]) دلالة الألفاظ عند الأصوليين  محمود توفيق ص 113 .
([94]) المعنى الغوي ، جبل ص 174 ، وما بعدها بتصرف .
([95]) دراسات في دلالة الألفاظ والمعاجم اللغوية  البركاوي ص 44 نقلا عن : مقالات في
    اللغة والأدب  تمام حسان ص 331 . ويُنظر : مقالات في اللغة والأدب  تمام حسان 1
    / 331 ، ومناهج البحث في اللغة  تمام حسان ص 229 ط دار الثقافة  1979 م .
([96]) السابق ص 44 .
([97]) السابق ص 44 نقلا عن : مقالات في اللغة والأدب  تمام حسان ص 337 ، ومناهج =
    = البحث في اللغة ص 122 .
([98]) مقالات في اللغة والأدب  تمام حسان 1 / 336 – 339 بتصرف .
([99]) دراسات في دلالة الألفاظ والمعاجم اللغوية  البركاوي ص 43 .
([100]) السابق ص 43 . ويُنظر : علم الدلالة ، جون لاينز ترجمة مجيد عبد الحليم الماشطة 
      ورفيقيه ص 57 ، وما  بعدها ط جامعة البصرة 1980 م .
([101]) دلالة السياق  عبد الفتاح البركاوي ص 43 .
([102]) دلالة الألفاظ  إبراهيم أنيس ص 106 ، 107 بتصرف .ط 3 الأنجلو 1976 م .
([103]) علم الدلالة  أحمد مختار عمر ص 37 .
([104]) السابق ص 37 .
([105]) السابق ص 38 ، 39 .
([106]) في علم الدلالة  محمد سعد محمد ص 23 ، 24 نقلا عن : علم اللغة د السعران ص
    292 ط دار الفكر ، ويُنظر علم اللغة مقدمة للقارئ  العربي محمود السعران ص 267
    ط دار النهضة  العربية بيروت د ت ..
([107])السابق ص 39 .
 ([108])الخصائص 2 / 153 .
([109]) علم الدلالة ص 39 ، 40 .
([110]) علم الدلالة ص 40
([111]) في علم الدلالة  محمد سعد ص 27 .
([112]) المعنى اللغوي ، جبل ص 199 ، 200 .
([113]) دلالة السياق  البركاوي ص 31 – 33 .
([114]) السابق ص 33 .
([115] العلاقات الدلالية هي : المفرد ، والمتواطئ ، والمتباين ، والمرتجل ، والمتكافئ ،    والمشترك ، والمتضاد ، والمترادف ، والمتوارد . أما المفرد فهو ما انفرد لفظه بمعناه كلفظ " الله " فإنها واحدة ومعناها واحد . ويسميه اللغويون بالمختص ويعرفونه بأنه اللفظ الواحد الدال على معنى لا يدل على غيره ولا يدل غيره عليه .ويُنظر : الألفاظ المشتركة  أمين فاخر 1 / 6 ط 1 / 1983 م .
    والألفاظ المتواطئة فهي الألفاظ الدالة على الأعيان المتغايرة بالعدد المتفقة في المعنى     الذي وضع اللفظ له كدلالة لفظ الإنسان على زيد وعمر وبكر ، ودلالة لفظ الحيوان على الإنسان والفرس والحمار .
     والألفاظ المتباينة هي تلك الألفاظ المختلفة الموضوعة لمعان متعددة . وعن هذا النوع يقول ابن فارس في باب أجناس الكلام : " فمنه اختلاف اللفظ والمعنى وهو الأكثر والأشهر مثل رجل وفرس وسيف ورمح " . وينظر الصاحبي لابن فارس تح السيد أحمد صقر ص 327.
    والمرتجل من الألفاظ هو الذي لم يسبق بوضع كغطفان ، مأخوذ من قولهم شعر مرتجل     ، أي لم يسبق بفكر .
     والمتكافئ من الألفاظ مصطلح أطلقه بعض العلماء على لون من الألفاظ المتباينة وهي  الألفاظ التي تتباين بصفاتها مع إمكان اجتماعها بأن يكون بعضها اسمًا للذات وبعضها  اسمًا لها إذا اتصفت بصفة خاصة كالسيف والصارم .
     والمشترك من الألفاظ فيحده بعضهم بأنه اللفظ الدال على عدة معان بحيث يطلق على  كل معنى من هذه المعاني على طريق الحقيقة لا المجاز . أو هو اللفظ الواحد الدال على      معنيين مختلفين فأكثر دلالة على السواء عند أهل تلك اللغة .
     والمتضاد هو اللفظ الواحد الدال على معنيين متضادين دلالة متساوية عند أهل تلك اللغة     
     كالصارخ للمغيث والمستغيث .
     والألفاظ المترادفة هي الألفاظ المفردة الدالة على مسمى واحد باعتبار واحد .
     والألفاظ المتواردة هي الألفاظ التي تشترك في معنى عام يجمع بينها ثم تختص بعض المفردات بجزئي من الدلالة يميز كل واحدة من الأُخرى كاشتراك الكذب والإفك في أصل المعنى واختصاص الإفك بأنه أعظم الكذب كالكذب على الله – تعالى – والكذب = = على الرسول – صلى الله عليه وسلم - . وينظر في العلاقات الدلالية : من التوارد في تفسير القرطبي للكاتب ، بحث منشور في مجلة كلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر العدد السابع عشر ص 1166 – 1177 .
([116]) علم اللغة العام أسسه ومناهجه  عبد الله ربيع محمود ص 173 ، 174 .
([117]) دراسات في دلالة الألفاظ والمعاجم اللغوية  عبد الفتاح البركاوي ص 90 ط 2 /
    2004 م .
 ([118])علم الدلالة المقارن  حازم علي كمال الدين ص 21 ط مكتبة الآداب د ت .
([119]) السابق ص 21 ، 22 نقلا عن : لوح الضبط في حساب  العدد ص 132 .
([120]) البيان والتبيين للجاحظ 1 / 81  .
([121]) السابق 1 / 81 ، 308 .
([122]) علم الدلالة المقارن  حاز كمال الدين ص 22 ، 23 .
([123]) السابق ص 23 بتصرف .
([124]) السابق ص 24 نقلا عن الصورة التعليمية في التربية الفنية  يسري الحويلي  ص339 .
([125]) دراسة المعنى عند الأصوليين  طاهر سليمان حمودة ص 177 ط 1998 م .
([126]) من قضايا اللغة والنحو  أحمد مختار عمر ص 5 ط عالم الكتب 1974 م 0
([127]) فصول في علم الدلالة  فريد عوض حيد ص 131 ط 1 مكتبة الآداب 2005 م .
([128]) المصاحبة في التعبير اللغوي  محمد حسن عبد العزيز ص 60 ط دار الفكر العربي
       د  ت .
([129]) في الدلالة اللغوية  البركاوي ص 53 ، 54 .
([130]) في الدلالة اللغوية  البركاوي ص 65 نقلا عن الخصائص لابن جني 1 / 17 . ويُنظر
      الخصائص لابن جني تح محمد علي النجار 1 / 17 .
([131]) دلالة السياق د البركاوي ص 59 نقلا عن الكتاب لسيبويه 3 / 343  . ويُنظر الكتاب
      لسيبويه تح عبد السلام محمد هارون 1 / 343 ط 3 الخانجي 1988 م .
([132]) في الدلالة اللغوية  البركاوي ص 66 نقلا عن الخصائص 1 / 246 . ويُنظر
     الخصائص 1 / 245 ، 246 .
([133]) الدلالة اللغوية عند ابن جني  عبد الكريم مجاهد عبد الرحمن ، بحث منشور في مجلة
      الدارة السعودية العدد 1 السنة التاسعة شوال 1403 هـ / يوليو 1983 م . ص 165 .
([134]) دلالة السياق  البركاوي ص 61 نقلا عن البيان والتبيين للجاحظ 1 / 139 . ويُنظر
      البيان والتبيين للجاحظ تح عبد السلام محمد هارون 1 / 139 ط 4 الخانجي د ت .
 ([135]) مناهج البحث اللغوي عند العرب في ضوء علم اللغة الحديث  كمال  بشر  بحث   
      منشور في كتاب التراث العربي  ص 170 ط جمعية الأدباء بالقاهرة  1971 م .
      نقلا عن البيان والتبيين للجاحظ 1 / 127 . ويُنظر البيان والتبيين 1 / 136 .
([136]) اللغة العربية معناها ومبناها  تمام حسان ص 372 ط 4 عالم الكتب 2004 م .
([137]) دلالة السياق  البركاوي ص 65 نقلا عن  helig , Geschichte , s 94 .
([138]) الصاحبي ص 290 .
([139]) تفسير النسفي 3 / 3200 . ط دار الفكر د ت .
([140]) التفسير الكبير للفخر الرازي مج 12 ج 24 ص 176 . ط 3 دار إحياء التراث العربي
      بيروت د ت
([141]) الصاحبي ص 290 .
([142]) في الدلالة اللغوية  البركاوي ص 65
([143]) الخصائص لابن جني تح محمد علي النجار 3 / 253 ، 254 .
([144]) في الدلالة اللغوية  البركاوي ص 68 نقلا عن الكتاب لسيبويه 1 / 26 . ويُنظر الكتاب
     لسيبويه 1 / 25 ، 26 .
([145]  الاتجاه الوظيفي ودوره في تحليل اللغة ، يحيى أحمد ، بحث في مجلة  عالم الفكر
      الكويت العدد 3 مج 20 أكتوبر – ديسمبر 1989  ص 81 .
([146]) مدارس اللسانيات ، التسابق والتطور تأليف جفري سامسون ترجمة  محمد زياد كبة
     ص 240 ط جامعة الملك سعود بالرياض 1417 هـ .
([147]) علم اللغة  السعران ص 337 .
 ([148])في الدلالة اللغوية  البركاوي ص 59 ، 60 .
 ([149])دلالة السياق  عبد الفتاح البركاوي ص 49 .
([150]) دلالة السياق  عبد الفتاح البركاوي ص 113 .
([151]) الخصائص 2 / 146 .
([152]) الخصائص 2 / 134 ، 135 .
([153]) علم اللغة العام  عبد الله ربيع ص 153 .
([154]) السابق ص 154 ، 155 .
([155]) دلالة السياق  عبد الفتاح البركاوي ص 141 .
([156]) مناهج البحث في اللغة  تمام حسان ص 207 .
([157]) ضوابط التوارد  تمام حسان ، بحث منشور في مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة
     الجزء 58 ص 311 .
([158]) من التوارد في تفسير القرطبي بحث للكاتب ، مجلة كلية اللغة العربية بالقاهرة العدد
     السابع عشر ص 1244 نقلا عن الجامع للقرطبي 7 / 116 .
([159]) شذا العرف في فن الصرف للشيخ أحمد الحملاوي ص 38 ، 39 ط مكتبة الآداب د ت
([160]) أشار البركاوي إلى الجانب الدلالي في عملية التعدية حين نقل عن شرح الشافية معنى التعدية ، وهي : " أن يجعل ما كان فاعلا للازم مفعولا لمعنى الجعل فاعلا لأصل  الحدث على ما كان " وذكر أنه على الرغم من غموض هذا العبارة إلا أنها تكشف بقدر كاف عن المراد دلاليًّا من التعدية وهو معنى السببية . أما معنى المصادفة فهو وجود مفعول " أفعل " على صفة وهي كونه فاعلا لأصل الفعل . ويُنظر دلالة السياق ص 175 .
([161]) دلالة السياق ص 193 – 195 بتصرف .
([162]) دلالة السياق  البركاوي ص 226 – 229 بتصرف . و " معاني الكلام " عند ابن
      فارس باب من أبواب  الصاحبي . ويُنظر الصاحبي ص 289 وما بعدها .
([163]) للمزيد عن الوحدات الخبرية والإنشائية يُنظر دلالة السياق ص 231 ، وما بعدها .
([164]) 0دلالة الساق ص 230 – 233 بتصرف .
([165]) دلالة السياق ص 235 ، وما بعدها .
([166]) دلالة السياق ص 283 .
([167]) تناوب حروف الجر في لغة القرآن الكريم  محمد حسن عوَّاد ص 32 . ط 1 دار
     الفرقان بالأُردن 1982 م .
([168]) الصاحبي ص 295 .
([169]) يُنظر في صفة الصوت : علم الصوتيات  عبد الله ربيع محمود ، و عبد العزيز
      علام  ص 270 ط مصورة عن ط 2 مكتبة الطالب الجامعي مكة المكرمة 1988 م .
([170]) معجم ألفاظ القرآن الكريم لمجمع اللغة العربية 1 / 692 ط 1989 م .
([171]) المعجم السياقي للتعبيرات الاصطلاحية  محمود إسماعيل صيني ورفيقيه ص 74 ،
        وما بعدها . ط 1 مكتبة لبنان بيروت 1996 م .
([172]) دلالة السياق  البركاوي ص 52 .
([173]) علم الدلالة  أحمد مختار عمر ص 74 .
([174]) السابق ص 74 . نقلا عن meaning and style  ص 9 .
([175]) دلالة السياق  البركاوي ص 52 ،  53 .
([176]) علم الدلالة  أحمد مختار عمر ص 70 ، 71 .
([177]) أشار النسفي إلى القراءتين وقال الضاد بجميع الكف والصاد بأطراف الأصابع . ويُنظر
      تفسير النسفي ج 3 / 64 .
([178]) الدلالة عند ابن جني  عبد الكريم مجاهد - ص 163 .
([179]) علم الدلالة  عمر ص 71 .
([180]) في علم الدلالة  محمد سعد ص 43 ، 4 .
([181]) الصاحبي ص 289 290 .
([182]) تفسير النسفي ج  1 / 113
([183]) الصاحبي ص 290 ، 291 .
([184]) علم الدلالة  فريد عوض حيدر ص 157 ط 1 مكتبة الآداب 2005 م .
([185])  فصول في علم الدلالة  فريد عوض حيدر ص 131 .
([186]) علم اللغة  إبراهيم أبو سكين ص 64 .
([187])  فصول في علم الدلالة د فريد عوض ص 139 .
([188]) يُعرف حال السامع في نحو النص بالقبول أو المقبولية ، وهي واحدة من أسس نحو
      النص . ويُنظر نحو النص  أحمد عفيفي ص 87 ط 1 زهراء الشرق 2001 م .
([189]) الكتاب لسيبويه 3 / 1003 .
([190])  المقتضب للمبرد تح  محمد عبد الخالق عضيمة 2 / 81 ط عالم الكتب  بيروت د ت وقد قامت على ظاهرة الحذف بعض الدراسات منها بحث بعنوان : " الحذف من الأول    لدلالة الثاني عليه " ،  جاد مخلوف، بحث في مجلة كلية الدراسات  الإسلامية والعربية بنين بالقاهرة جامعة الأزهر العدد 12 /1994 م . وبحث بعنوان : " الحذوف الواجبة في التراكيب النحوية "  محمد حسن عثمان منشور في ذات العدد .
 ([191])الجامع لأحكام القرآن للقرطبي مج 5 ج 9 ص 3 ط 1 دار الكتب العلمية  بيروت 
     1988 م .  
([192]) السابق مج 5 ج 9 ص 3 .
([193]) فصول في علم الدلالة ص 147 .
([194]) اللغة بين المعيارية والوصفية  تمام حسان ص 108 ، 109 بتصرف ط عالم الكتب
      2001 م .
([195]) دلالة السياق ص 51 .
([196]) علم الدلالة  أحمد مختار عمر ص 69 ، 71 بتصرف .
([197]) يُنظر في هذه المعنى وجمع الكلمة : المصباح المنير ( ج – ر – د ) ط دار الفكر د ت .
([198]) التحليل الدلالي للجملة العربية  عبد الرحمن أيوب بحث في المجلة العربية للعلوم
    الإنسانية – الكويت العدد10 سنة 1984 م .وقد أفدت هذا الاقتباس من ملخص للبحث
     منشور على الشبكة العنكبوتية " الإنترنت  موقع www.google.com / المجلة
    العربية  للعلوم الإنسانية .
([199])   وصف اللغة العربية دلاليًّا ص 105 نقلا عن  lyons . firth,s  theory of
meaning p . 293 – 294    
([200]) المرجع السابق ص 105 ، 106 .
([201]) اطلعت على نسخة من هذا المعجم تقع في خمس وأربعين ومائة صفحة من القطع
    المتوسط ، طبعتها مكتبة لبنان ، الطبعة الأولى 1996 م .
([202]) المعجم السياقي للتعبيرات السياقية ص 144 .
([203]) في علم الدلالة  محمد سعد محمد ص 46 .
([204]) علم الدلالة  أحمد مختار عمر ص 79  0ويُنظر  : الكلمة دراسة لغوية  معجمية  
     حلمي خليل ص 143 ط 2 دار المعرفة الجامعية  1992 م .
([205]) دراسات في دلالة الألفاظ والمعاجم اللغوية  عبد الفتاح البركاوي ص 46 .
([206]) نظرات في دلالة الألفاظ  عبد الحميد أبو سكين ص 122 ط 1984 م .
([207]) المعنى اللغوي ، جبل ص 160 ، 161 .
([208]   نظرية الحقول الدلالية والمعاجم المعنوية عند العرب محمود جاد الرب  ،  بحث
      في مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ج 71  نوفمبر 1992م  ص 214 ، 215 .
([209]) نظرية الحقول الدلالية ص 239 ، 240 .
([210]) علم الدلالة د عمر ص 80 . وينظر : في علم الدلالة محمد سعد ص 47 .
([211]) في علم الدلالة  محمد سعد محمد ص 47 ، 48 .
([212]) علم الدلالة أحمد مختار عمر  ص 107 .
([213]) علم الدلالة أحمد مختار عمر ص 80 .
([214]) طُبع هذا الكتاب في دار المريخ بالرياض 1410 هـ / 1990 م .في 128 صفحة من   
القطع الصغير .
([215]) علم الدلالة أحمد مختار عمر ص 80 ، 81 .
([216]) المعنى اللغوي  جبل ص 160 ، 161 .
([217]) نظرية الحقول الدلالية والمعاجم المعنوية عند العرب  محمود جاد الرب ص 253 .
([218]) السابق ص 252 .
([219]) دراسات في دلالة الألفاظ والمعاجم اللغوية  عبد الفتاح البركاوي ص 46 .
([220]) هذا المثال وتحليله عن كتاب : في الدلالة اللغوية  البركاوي ص 47. وقد  أشار
     إلى أنه اعتمد في تحديد هذه الخواص على ما يستشعره بنفسه  بوصفه مستعملا
     للعربية في الوقت الحالي ، كما أشار إلى إمكانية اختلاف  بعض العلماء معه في بعض
     هذه الخواص بسبب اختلاف التجارب الخاصة  لكل  واحد في استعمال هذه الألفاظ.
    ويعد عدم الاتفاق على بعض الخواص أبرز ما  يصادف الباحثين في استعمال هذه   
   النظرية . وينظر : في الدلالة اللغوية ص  46 هامش 1 .
([221] الرمز " إن " = إنسان ، والرمز " حي " = حيوان ، والرمز " جم " = جماد .
([222] الرمز " ش " = شارع ، والرمز " مط " = مطار ، والرمز " سك " = سكة حديد ،
      والرمز " بح " = بحر ، والرمز " جو " = الجو .
([223]) علم الدلالة  أحمد مختار عمر ص110 ،  111 .
([224]) في الدلالة اللغوية  محمد سعد محمد ص 48 ، 49 .
([225] الـ " هومونيمي  homonymy " هو وجود أكثر من كلمة يدل كل  منها على معنى ، ثم يحدث عن طريق التطور الصوتي أن تتحد أصوات الكلمتين وتصبحا في النطق كلمة واحدة . والبوليزيمي polysemy  نوع من المشترك اللفظي حدث نتيجة للتطور الدلالي ، أي نتيجة اكتساب  الكلمة معنى أو معاني جديدة . علم الدلالة  عمر ص136 ،137 . وقد استعمل بعض الباحثين الـ : " بوليزمي   polysemey"  للدلالة على  المشترك اللفظي بشكل عام . وينظر التحليل الدلالي إجراءاته ومناهجه   كريم زكي حسام الدين 1 / 23 ط دار غريب 2000 م .
([226]) علم الدلالة ص 111 ، 113 بتصرف يسير .
([227]) دلالة الألفاظ  إبراهيم أنيس ص 8 ط الأنجلو 1997 م .
([228] التراث المجمعي في خمسين عاما إبراهيم الترزي ص 29 ، 30 ط  سميركو للطباعة والنشر د ت . ويشمل معجم ألفاظ الحضارة الحديثة  ومصطلحات الفنون ألفاظ الثياب وما يتعلق بها ، وألفاظ المنزل  والأدوات المنزلية ، وألفاظ التربية الرياضية ، وألفاظ الفنون التشكيلية ،  وألفاظ السينما . وقد طبع هذه المعجم في المطابع الأميرية 1980 م . 175 صفحة من القطع المتوسط .
([229]) ذكر هذه الدراسة وأشار إليها عبد الرزاق فراج الصاعدي في بحث له بعنوان :
     تعميم الدلالة في ألفاظ الإبل ص 101، وص 137  بحث منشور في مجلة الدارة
     السعودية العدد  الأول السنة الثالثة والعشرين محرم 1418 هـ .
([230]  اطلعت على نسخة من هذا الكتاب ط المطبعة الفنية / مصر  سنة 1986 م . ويقع في
     مائتين  وسبعين صفحة  من القطع الوسط .
([231]) اطلعت على نسخة من هذا الكتاب ط دار المريخ بالرياض / السعودية 1410 هـ /
     1990 م . وهي تقع في ثمان وعشرين ومائة صفحة من القطع الصغير .
([232] العربية الفصحى لغة التعبير الإعلامي  عبد العزيز محمد شرف ، بحث  منشور في
     مجلة الدارة السعودية العدد الأول من السنة الثامنة شوال  1402 هـ / يوليو 1982 م .
      ص 178 ، 179 .
([233])  في الدلالة اللغوية  عبد الفتاح البركاوي ص 46 
([234])  نظرية الحقول الدلالية والمعاجم المعنوية عند العرب  محمود جاد الرب ص  225
      – 228 بتصرف .
([235])  في الدلالة اللغوية عبد الفتاح البركاوي ص 49  . ويُنظر : مدخل إلى  علم اللغة
      الحديث عبد الفتاح البركاوي ص 170 ط  2 / 1991 م
([236]) علم الدلالة د عمر ص 114 .
([237]) علم الدلالة ص 114 .
([238]) السابق ص 118 .
([239])  في الدلالة اللغوية عبد الفتاح البركاوي ص 49 . ويُنظر : في علم الدلالة محمد
    سعد محمد ص 52 ط 1 مكتبة زهراء الشرق 2002 م .
([240]) في علم الدلالة محمد سعد محمد ص 52 ، 53 . ويُقارن بـ : علم الدلالة  عمر ص
     119 .
([241]  هذا المثال وتحليله مقتبس من : في الدلالة اللغوية   البركاوي ص 51
([242]  علم الدلالة ص 121 .
([243])   علم الدلالة ص 122 ، 123
([244])   المعنى اللغوي  جبل ص 161
([245]) في علم الدلالة  محمد سعد محمد ص 56 والجدول عنه  الصفحة نفسها . وعلم الدلالة
     عمر ص 123 .
([246])  علم الدلالة ص 126 ، 127 ولمزيد من الأمثلة ينظر المرجع السابق  ص 126 ،
        وما  بعدها .
([247]) علم الدلالة  عمر ص 127 .
([248])  علم الدلالة ص 131 ، 132 وقد نوه أحمد مختار عمر إلى أن العلامة " * "  في الجدول تعني أن العنصر غير ملائم، والعلامة  " + "  تعني وجود  العنصر ،  والعلامة " –  " تعني غياب العنصر ، والعلامة " ... "  تعني  أن هذه المعلومات ليست  جزءًا من المعنى أي ليست جزءًا من تعريف الكلمة .  وينظر الهامش 1 من ص  131.
 ([249])علم الدلالة  عمر ص 135 .
([250]) اعترض بعض العلماء على شيء مما يُفرق به أبو هلال بين المعاني قائلا : " إن الحجج التي احتج بها العسكري – مثلا – للفروق حجج عقلية منطقية ، واللغات لا تجري على أوضاع العقل ومقاييس المنطق ، فبعض هذه الفروق التي تلمسها بين المعاني يغلب عليها إعمال العقل ، واعتصار المعنى من اللفظ ، واعتبار أشياء لا تدور بخلد من يستعمل هذه الألفاظ " . ويُنظر : نظرات في فقه العربية  محمد أحمد خاطر وآخرين ص 315 ط 1987 م .
([251]) الفروق لأبي هلال ص 16 – 19 بتصرف .
([252]) في علم الدلالة  محمد سعد محمد ص 59 .
([253]) في علم الدلالة  محمد سعد محمد ص 62 .
([254]) علم الدلالة  أحمد مختار عمر ص 120 .
([255]) في علم الدلالة  محمد سعد محمد ص 62 .
([256]) علم الدلالة ص 120 ، 121 وينظر في فوائد هذه النظرية : وصف اللغة العربية  
      دلاليا ، محمد محمد يونس علي ص 106 ط جامعة الفاتح  1993 م
([257]) علم الدلالة  أحمد مختار عمر ص 139 .
([258]) القاموس المحيط لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي ( د –  و –  أ ) 1 / 15 ط
      الهيئة المصرية العامة للكتاب 1977 م .
([259]) السابق ( ذ –  ر –  أ ) 1 / 15 .
([260]) علم الدلالة ص 139 .
([261]) في الدلالة اللغوية  محمد سعد محمد ص 64 .
([262]) علم الدلالة ص 139 ، 140 .
([263]) السابق ص 140 ، 141 .
([264]) السابق ص 141 نقلا عن : rapoport  في : semantticss ص 4 وما بعدها ،
      وص 115 وما بعدها ،  و  semantic ficcllllds ص 3، والمنطق الصوري
      لعبد الرحمن بدوي ص 75 وما بعدها . ويُنظر ما جاء عند عبد الرحمن بدوي تحت   
     عنوان : التعريف " في المنطق الصوري والرياضي ، عبد الرحمن بدوي ص 75 –
    81 ط 4 وكالة المطبوعات الكويت 1977 م .




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في ماهية المعنى وأقسامه

في التحليل الدلالي دراسة تطبيقية على الفصحى المعاصرة 2